كشف رئيس الفدرالية الجزائرية للمستهلكين زكي حريز، أن حملات المقاطعة بدأت تتسع رقعتها لتمتد من حملة "خليها تصدي" المتعلقة بمقاطعة شراء السيارات الجديدة منها والقديمة إلى شن صفحات فايسبوكية، ثم رفع حملات جديدة لمقاطعة بعض المواد الغذائية ومنها الخبز والحليب وصولا إلى مقاطعة شراء البنزين باعتبار الزيادات الأخيرة لا تتماشى والقدرة الشرائية للمواطن. شن منذ أكثر من أسبوع نشطاء وصفحات فايسبوكية حملات للمقاطعة منها الحملة المتعلقة بالسيارات تحت هاشتاغ "خليها تصدي" وهي الحملة التي أدت إلى تراجع نسبي في أسعار السيارات حسب موقع واد كنيس المتخصص وحسب أسواق السيارات المعروفة، حيث نشر رواد الفايسبوك ركودا تاما لعمليات البيع والشراء، وفي الموضوع علق رئيس الفدرالية الجزائرية للمستهلكين زكي حريز في تصريح ل "الشروق"، أن الحملة نجحت إلى حد بعيد، وان الأمر لا يتعلق فقط بواقع افتراضي، مؤكدا أن حملة المقاطعة متواجدة على أرض الواقع وهي سلوك حضاري وجد طريقه مؤخرا في الجزائر . وأكد محدثنا أن حملات المقاطعة لمختلف المواد واسعة الاستهلاك ستتواصل لاسيما وأن رمضان على الأبواب وهو الشهر الذي يستغله التجار لرفع مختلف أسعار المواد الغذائية، مؤكدا على أن المقاطعة تستطيع أن تصنع السوق وبإمكانها إجبار المنتجين على الرضوخ، لكن من الضروري أن يتضامن المستهلكون، ومن واجبهم الابتعاد عن الأنانية والأخذ بعين الاعتبار أن هناك أسعارا قد تكون في متناول البعض من ميسوري الحال، لكنها تبدو غالية لدى البعض الآخر، خاصة فيما يخص المواد الأساسية. وطالب محدثنا بضرورة تدخل السلطات المسؤولة ليس فقط لمراقبة الأسواق وإنما للاستجابة لهذه الحملات والرد عليها إيجابا لاسيما وأن الأمر يتعلق بمواد استهلاكية واسعة . من جهته، أكد مصطفى زبدي رئيس منظمة حماية وإرشاد المستهلك أن حملة المقاطعة خطوة مفيدة في مثل هذه الظروف، لأن التاجر سيكون مضطرا لخفض السعر خوفا من كساد وفساد منتوجه، وقال إن حملات المقاطعة وصلت إلى مشاركة الزبون في فضح كل التجاوزات، مشيرا إلى الحملة الأخيرة التي تقودها المنظمة والمتعلقة بمحاربة بارونات الحليب وذاك بعد تخصيص مبالغ مالية من 5000 دينار إلى 20 ألف دينار لكل من يفضح اي تجاوز غير قانوني ببيع الحليب أتت بثمارها، حيث تلقينا العشرات من الصور والفيديوهات لموزعين يبيعون الحليب على الطرقات، وكذا سرقة وتحويل هذه المادة الأساسية، ونحن في صدد التحقيق فيها لإثبات صحتها. إلى ذلك، قال الخبير الاقتصادي عبد المالك سراي ل"الشروق" إن "مثل هذه الحملات على الرغم من أنها لا تتسم بالرسمية، إلا أن ذلك لا يلغي أهميتها، لأن الزبون في كل بلدان العالم هو الذي يتحكم في السوق، وما دام يتمتع بوعي استهلاكي يمنعه من الرضوخ للمتعاملين الاقتصاديين، فبإمكانه التحكم بقانون العرض والطلب، وبالتالي التحكم بطريقة غير مباشرة في بورصة الأسعار".