كشفت الصحيفة الفرنسية المتخصصة في التحريات "ميديا بار"، عن حيثيات الدعوة التي وجهت إلى رجل الأعمال الفرنسي من أصل جزائري، ألكسندر جوهري، المسجون في بريطانيا على ذمة التحقيقات في فضية الرشوة التي تلقاها الرئيس الفرنسي السابق، نيكولا ساركوزي، لحضور الاستقبال الذي دعا إليه الرئيس الفرنسي الحالي، إيمانويل ماكرون، في السابع من شهر ديسمبر المنصرم. وبحسب الصحيفة، فإن الأمين العام لوزارة أوروبا والشؤون الخارجية الفرنسية، موريس غوردو مونتاني، هو الذي كلف السفير الفرنسي بالجزائر، كسافيي دريانكور، بتسجيل اسم ألكسندر جوهري، ضمن قائمة المدعوين لحضور حفل الاستقبال الذي دعا إليه ماكرون، خلال زيارته الأخيرة للجزائر، وحضرته شخصيات جزائرية مثيرة للجدل، على غرار كل من الكاتب الصحفي كمال داوود، والروائي الذي زار دولة الكيان الصهيوني أكثر من مرة، بوعلام صنصال. ويقول المصدر ذاته إن تسجيل اسم رجل الأعمال المطلوب من العدالة الفرنسية في القضية التي أوقف بشأنها نيكولا ساركوزي، كانت قد أشارت إليه الصحيفة الفرنسية الساخرة، لوكانار أونشيني، في الثامن من ديسمبر المنصرم، أي يوما بعد تنظيم ذلك الحفل، غير أن الصحافة الفرنسية، لم تتمكن يومها من حل شيفرة الجهة التي وجهت الدعوة للثري الفرنسي من أصل جزائري، ومكنته من الحصول على بطاقة الدعوة التي تحمل اسمه، ما يبين بحسب الصحيفة الفرنسية، أن ألكسندر جوهري يحظى بحماية كبيرة لدى صناع القرار في دواليب الدولة الفرنسية، كما يؤشر أيضا على تورط أسماء أخرى لم يتم جرجرتها بعد إلى أروقة العدالة بخصوص تمويل حملة ساركوزي الانتخابية في الانتخابات الرئاسية التي جرت في العام 2007، بأموال الشعبي الليبي. وكان حضور ألكسندر جوهري الحفل الذي أقامه ماكرون في الجزائر، وبروزه في الصحافة الفرنسية إلى جانب الرجل الأول في قصر الإيليزي، قد خلف جدلا كبيرا، ووضع ماكرون في موقف محرج لأن رجل الأعمال الجزائري كان يومها فارا من العدالة الفرنسية، في حين أن مقر الاحتفال احتضنته السفارة الفرنسية بالجزائر. ومعلوم أن ألكسندر مطلوب للمثول أمام القضاء بتهمة تورُّطه في تمويل حملة ساركوزي الانتخابية سنة 2007 من طرف الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، وتعتبر العدالة الفرنسية الجوهري، الذي يحمل أيضا الجنسية الجزائرية طرفا أساسيا في قضية التمويل المشبوه. ويعتبر ألكسندر جوهري مقربا من كبار رجال السياسة الفرنسيين، على غرار رئيس الوزراء الفرنسي السابق دومينيك دوفيلبان، والرئيسين السابقين جاك شيراك وساركوزي. وقد هرب جوهري من العدالة الفرنسية، غير أنه ألقي القبض عليه في بريطانيا بناء على إنابة صادرة من العدالة الفرنسية، وهو يقبع الآن هناك، في انتظار الحسم في مسألة تسليمه من عدمها. يشار إلى أن العديد من المسؤولين في نظام الليبي السابق، معمر القذافي، وعلى رأسهم مسؤول المخابرات الليبية، عبد الله السنوسي، وكذا نجل القذافي، سيف الإسلام، قد أكدوا حصول ساركوزي على نحو خمسين مليون دولار من المال الليبي لتمويل حملته الانتخابية، غير أنه ومع ذلك كان أول المحرضين على القذافي خلال الانقلاب عليه في العام 2011.