طال التعديل الوزاري الذي أجراه رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة الأربعاء، وزير الشباب والرياضة الهادي ولد علي الذي أعفي من منصبه واستدعي لمهام أخرى حسب بيان رئاسة الجمهورية الذي نقلته وكالة الأنباء الجزائرية، حيث تم تعويضه بمحمد حطاب والي ولاية بجاية. وكانت فترة ولد علي الذي تم تعيينه وزيرا للقطاع في جويلية من عام 2015، قد شهدت خوضه الكثير من الصراعات و"الحروب" مع بعض الفاعلين في الرياضة والكرة الجزائرية، في إطار سعي ولد علي لإحداث التغيير داخل الاتحاديات، لكن ذلك تحول إلى أزمة انتهت بانسداد في العلاقة بين الوزارة وأكبر هيئة رياضية في الجزائر، اللجنة الأولمبية الجزائرية، وبالتالي فإن الوزير الجديد محمد حطاب سيجد نفسه أمام مهمة عسيرة جدا قصد لم شمل الرياضة الجزائرية وإخراج المنظومة الرياضية والشبابية من الوضع الصعب الذي تعيشه حاليا. وبرزت الصراعات إلى العلن مع انطلاق عملية تجديد العهدات الأولمبية للاتحاديات مطلع العام الماضي، والتي كان للهادي ولد علي اليد الطولى فيها، بتدخله بمختلف الأشكال لفرض "رجالاته" فيها، وكانت البداية مع اتحادية كرة القدم التي عاشت "مسلسلا" طويلا عريضا من الإثارة والترقب قبل "ترحيل" الرئيس السابق محمد روراوة، و"فرض" خير الدين زطشي مكانه، وتواصلت المشاكل والأزمات وامتدت لاتحادات أخرى على غرار السباحة، الكرة الطائرة، كرة اليد، ألعاب القوى، المبارزة، الدراجات، الجيدو، الملاكمة، والتي تعد أبرز الاتحادات التي تمثل الرياضة الجزائرية في المحافل القارية والدولية، وعلى سبيل المثال، قام الاتحاد الدولي للكاراتي بتجميد نشاط الاتحاد الجزائري للعبة في العام الماضي، وسط أزمة قانونية امتدت قرابة الخمسة أشهر قبل أن تنتهي الأزمة في شهر جانفي الماضي بانتخاب مكتب جديد. أزمة ولد علي وبيراف وتهديدات اللجنة الأولمبية الدولية وانفجر صراع آخر بين الوزير ولد علي ورئيس اللجنة الأولمبية مصطفى بيراف، الذي تم إعادة انتخابه لعهدة جديدة نهاية شهر ماي 2017، ليعود الوزير ويقود حركة وسط الاتحاديات، ودفعها نحو "الثورة" ضد بيراف قصد استبعاده من منصبه وإعادة الجمعية العامة الانتخابية، حيث بلغت القضية أروقة المحكمة الرياضية، التي أصدرت حكما لصالح بيراف وتثبيته في منصبه، قبل أن تتدخل اللجنة الأولمبية الدولية عبر بيان رسمي يزكي شرعية انتخاب بيراف. وأخذت أزمة ولد علي – بيراف أبعادا جديدة، حيث كشفت "الشروق" في وقت سابق عن قيام اللجنة الأولمبية الدولية برئاسة الألماني توماس باخ بمراسلة رئيس الجمهورية، السيد عبد العزيز بوتفليقة في شهر جانفي الماضي قصد إشعاره بخطورة الأزمة القائمة وتأثيرها السلبي على الرياضة الجزائرية. كما طلب باخ من رئيس الجمهورية العمل على ضرورة حل الانسداد القائم بين اللجنة الأولمبية الجزائرية والاتحادات الرياضية، والذي سيضر بالرياضة الجزائرية وبمشاركاتها في مختلف المواعيد الرياضية القادمة. وانفجرت أزمة أخرى بين رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم خير الدين زطشي، ورئيس الرابطة المحترفة لكرة القدم محفوظ قرباج، بتزكية من الوزير ولد علي، انتهت ب"ترحيل" قرباج من منصبه بعد معركة قانونية لا تزال مستمرة لحد الآن، وقد تلقي بظلالها على الجمعية العامة العادية للفاف يوم 23 أفري المقبل. وتنتظر الرياضة الجزائرية الكثير من المواعيد الكبرى على غرار أولمبياد طوكيو 2020، الألعاب المتوسطية التي ستحتضنها تاراغونا الإسبانية الصيف المقبل، والدورة التالية بوهران صيف العام 2021، فضلا عن الألعاب الإفريقية للشباب صيف العام الجاري والكثير من التظاهرات الرياضية والبطولات القارية والعالمية في مختلف الرياضات، ولن يكون الوضع الحالي الذي تعيشه المنظومة الرياضية سوى مرادف ل"الإخفاق" و"السقوط الحر" المبكر، لأن التحضير للمواعيد الرياضية الكبرى وسط أزمات وصراعات لن يحقق الأهداف والطموحات. #فيديوجرافيك | سقوط ولد علي.. الوزير الذي حارب الجميع..! #فيديوجرافيك | سقوط ولد علي.. الوزير الذي حارب الجميع..! Publiée par Echorouk online sur mercredi 4 avril 2018