توسّعت دائرة المنادين باعتماد اللغة الإنجليزية مكان الفرنسية، فبعد الجزائر وتونس، ها هو الشعب المغربي ينتفض عبر جمعيات وناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي، مطلقين حملات للمطالبة بتعويض اللغة الفرنسية بالإنجليزية في النظام التعليمي، وبذلك يتأكد أن اللغة الفرنسية في تراجع بمستعمراتها القديمة، ووجودها في خطر، خاصة في ظل تراجع مرتبتها العالمية، حيث باتت تصنف في المرتبة السادسة عالميا من حيث الانتشار. وهذا التراجع في التصنيف انعكس على الشعوب الفرانكفونية والتي باتت "متخلفة" في مجال الثقافة والعلوم. ويبرر المطالبون بالغة الانجليزية، أن هذه اللغة أصبحت لغة البحوث العلمية والدراسات في مختلف المجالات، والأهم أنها لغة العولمة. والغريب أنه حتى في عقر دار اللغة الفرنسية أي بفرنسا، اعترف منذ أيام الوزير الفرنسي الأول، بأهمية اللغة الإنجليزية، التي باتت مهيمنة عالميا، داعيا الحكومة الفرنسية لتوفير الظروف والوسائل التي تمكن الطلاب في المرحلة الثانوية والجامعية، من التحكم في الإنجليزية. ولطالما نادى الخبراء في الجزائر السنوات الأخيرة، بضرورة جعل الإنجليزية اللغة الأجنبية الأولى بعد العربية، في جميع القطاعات، معتبرين أن التحرر السياسي الذي كافحت البلاد من أجله سنين طويلة سنة 1962 ونالت به سيادتها، لن يتحقق بدون تحرير المجالُ اللغوي. وفي هذا الصدد، يرى الخبير التربوي، عبد القادر فضيل، أن هيمنة اللغة الأجنبية في أي بلد، إذا تجاوزت امتداداتها الحدود التي رسمت لها، تصبح وجها من أوجه الاستعمار الفكري الذي يزيد البلاد تأخرا. في وقت يؤكد أستاذ اللسانيات بجامعة تلمسان، عبد الناصر بوعلي ل"الشروق"، أن اللغة الأنجليزية تطورت بفضل قوة من يحمل رايتها، حيث قال "الأمريكان أقوى دولة في العالم، والانجليز لا تغيب الشمس عن مملكتهم"، أما الفرنسية – حسب تعبيره – فهي لغة الدول الإفريقية والمستعمرات الفرنسية، والتي تغرق كثير منها في التخلف والفقر. وضرب محدثنا مثالا بالحضارة العربية الإسلامية، التي كانت تمتد من القوقاز الى جبال بواتيه، "فكانت اللغة العربية لغة العلوم… ابن رشد كان طبيبا بالعربية، وابن النفيس اكتشف الدورة الدموية بالعربية، والخوارزمي جاء باللوغارتميات باللغة العربية".