أختتمت ظهيرة أمس، بمكتبة قصر الثقافة فعاليات الملتقى الدولي الخاص »بالأدب العالمي: رهانات وآفاق« والذي شهد إلقاء محاضرات من أساتذة وخبراء من بلدان كثيرة تحدثوا من خلالها على الأدب الفرنكفوني عبر العالم. الكثير من الضيوف الأجانب أشادوا بالانفتاح والتكامل بين الثقافات وثمنوا تلك الكتابات الصادرة بالفرنسية عبر العالم خاصة بأوربا وإفريقيا، وقد تم وصفهم بالأدباد الفرنكفونيين الذين تخلصوا من الحدود المادية. وصفت »آن - روزين« الأستاذة بجامعة بروكسل ان الكتّاب الذين ينتجون ضمن دائرة الفرنكفونية، بالمبدعين الذين يجب ربطهم بمركز واحد للفرنكفونية لينتجوا فيه ومن خلاله، وأكدت أن هؤلاء كلهم فرنكفونيين على الرغم من تعدد جنسياتهم وقولها أن البعض يرفض »ماركة« الفرنكفونية جملة وتفصيلا. أشارت كذلك الى أن العالم اليوم أصبح مفتوحا والتكامل فيه بين المبدعين ضروريا على الرغم من أن الطاهر بن جلون يقول »لا أرى الآن أن هناك من يكتب بالعالمية« أي أن لكل خصوصيته الثقافية والوطنية على الرغم من توحد اللغة. أما الدكتور الحاج ملياني، من جامعة مستغانم فأكد أن الأدب الفرنكفوني له علاقة ما بظاهره الاستعمار ويدخل ضمن الدراسات ما بعد كولونيالية وهذا ما يثير بعض الريبة والحذر ويأجج الانتماء الاديولوجي. وقد عرض ملياني تجربته مع طلبته في قسم ليسانس أدب فرنسي مؤكدا أن الأدب واللغة الفرنسية تراجعت في الجزائر إذ أن أغلب هؤلاء لايفقهون لغة موليير بقدر ما يرددون لغة فرنسية تنتجها وسائل الاعلام. من جهة أخرى، أكد ملياني ان للأدب الفرنكفوني في الجزائر استقلاليته الأدبية والوطنية ويحاول أن يثبت وجوده في الوسط الثقافي الوطني أكثر من أي شيء آخر. بدت الآراء مختلفة خاصة في خلفيات الفرنكفونية لاسيما عندما يتجاوز الحديث حدود الأدب والكتابة. للإشارة فإن الكثير من المثقفين يرون أن لا مستقبل ثقافي لها لأنها تهدد التجانس المنشود داخل كل مجموعة ثقافية متأصلة لغويا كالمجموعة العربية بحيث أنها تتحرك في هذه الأخيرة كنشاز، وشهم، عمليا في تهميش وتبخيس العربية في بورصة القيم اللغوية المهيمنة، معتمدة حتى على ثغرات إعادة التعريب وصعوبتها.