فرّط مسؤولو الأندية الألمانية في لاعبين كبار خلال فترة التسعينيات، انفجروا بِطريقة استعراضية مذهلة مع فرق من بلدان أوروبية أخرى. وتفاوضت إدارة نادي شتوتغارت الألماني مع نظيرتها من كروزيرو البرازيلي عام 1994، لِضمّ الموهبة الصاعدة رونالدو. ولكن الصفقة لم تُبرم، لأن مسؤولي شتوتغارت رفضوا دفع مبلغ 4 ملايين أورو، وجلبوا بِالمقابل مواطنه المهاجم جيوفاني إلبير بِنصف المبلغ. وقال الموقع الشهير "ترانسفرماركت" في أحدث تقرير له بِهذا الشأن، إن المبلغَين المُشار إليهما عبارة عن قيمة مُقرّبة من قيمة "الأورو" هذه الأيّام. مُضيفا أن إدارة آيندهوفن الهولندي، دخلت الغمار، وقدّمت مبلغ 5.5 مليون أورو لِإنتداب المهاجم رونالدو، الذي صار فيما بعد يُلقّب ب "الظاهرة". وفي عام 1997، تقدّمت إدارة فيردر بريمن الألماني من نظيرتها لِفريق دينامو كييف الأوكراني لِشراء متوسط الميدان يوري ماكسيموف. ولكن إدارة دينامو كييف عرضت عليهم اللاعب الشاب والواعد أندري شيفتشينكو، بِمبلغ 750 ألف أورو، وهو ما رفضه الألمان، بِحجّة أن القيمة عالية جدا وأشبه ب "مغامرة". ويعلم عشاق الكرة الدولية، ما فعله تشيفتشينكو – انطلاقا من نهاية التسعينيات – مع فريق ميلان آسي الإيطالي، وتتويجه بِالكرة الذهبية 2004. وللأسباب ذاتها خلال فترة التسعينيات، رفضت إدارتا دويسبورغ وشالكه الألمانيتان، شراء الكرويَين المتألّقَين الإسباني فرناندو مورينتس والتشيكي بافل نيدفيد. ويُبالغ الألمان في الصرامة والتقشّف إلى حدّ البخل، والدليل أن متوسط الميدان والدولي الجزائري نبيل بن طالب، يتعرّض لِضغوطات رهيبة، من قبل إدارة نادي شالكه والجهاز الفني، بعدما سدّدوا مبلغ 19 مليون أورو، لِشراء عقده من فريق توتنهام الإنجليزي، حتى صيف 2021. فكيف سيكون الأمر لو انتدب بن طالب بِقيمة مالية أكبر؟!