تباينت ردود الفعل العربية على الضربات العسكرية التي وجهتها الولاياتالمتحدةالأمريكية وبريطانيا وفرنسا، السبت، على أهداف تابعة للنظام السوري، بعد أسبوع على هجوم كيماوي في الغوطة الشرقية اتهمت الدول الغربية نظام الرئيس بشار الأسد بالمسؤولية عنه. البداية من الجزائر، حيث عبّر الوزير الأول أحمد أويحيى عن أسف بلاده للهجوم الثلاثي الذي قادته واشنطن ولندن وباريس على سوريا، فجر السبت. وأوضح أويحيى، أن الجزائر ثابتة على موقفها بخصوص الأزمة السورية وهو أن الحل لن يكون إلا سياسياً وأن هذه الضربة ستزيد من تعقيد الوضع. وقال أويحيى: "كنا نأمل في ترك المجال أمام لجنة التحقيق الدولية بشأن الاتهامات الموجهة للسلطات السورية باستعمال أسلحة كيماوية"، مجدداً موقف الجزائر بإدانتها لاستعمال السلاح الكيماوي من أي طرف تطبيقاً للمعاهدات الدولية في هذا الشأن والتي صادقت عليها الجزائر. من جهتها، قالت وزارة الخارجية العراقية، إن الضربات الجوية الأمريكية والفرنسية والبريطانية على سوريا قد تمنح الإرهاب "فرصة للتمدد" في المنطقة. ووصفت الوزارة في بيان هذه الضربات، بأنها "أمر خطير جداً". ودعت الوزارة القادة العرب لمناقشة الوضع في سوريا خلال قمة العربية التي تعقد في السعودية، يوم غد (الأحد). بدورها، أعلنت قطر، تأييدها للضربات العسكرية الغربية الثلاثية، ضد النظام السوري، حسب بيان للخارجية القطرية. وأعرب البيان عن تأييد العمليات، ضد "أهداف عسكرية محددة، يستخدمها النظام السوري في شن هجماته على المدنيين الأبرياء". أما الأردن قال، إن الحل السياسي هو الطريق الوحيد لضمان أمن سوريا ووحدة أراضيها. من جانبها، أعربت مصر عن قلقها البالغ نتيجة التصعيد العسكري في سوريا، "داعية المجتمع الدولي والدول الكبرى لتحمل مسؤولياتها في الدفع بالحل السلمي للأزمة السورية بعيداً عن الاستقطاب". وذكر بيان للخارجية المصرية، أن "التصعيد العسكري الأخير يهدد ما تم التوصل إليه من تفاهمات حول تحديد مناطق خفض التوتر ويهدد سلامة الشعب السوري". وأضاف بيان وزارة الخارجية، أن مصر تؤكد رفضها القاطع استخدام "أي أسلحة محرمة دولياً على الأراضي السورية"، مطالبة بإجراء تحقيق دولي شفاف وفقاً للآليات والمرجعيات الدولية. وعبّر بيان الخارجية عن تضامن مصر مع "الشعب السوري الشقيق" في سبيل تحقيق تطلعاته للعيش في أمان واستقرار، والحفاظ على مقدراته الوطنية وسلامة ووحدة أراضيه. وفي الرياض، أعلن مصدر مسؤول بوزارة الخارجية عن تأييد السعودية الكامل للعمليات العسكرية التي قامت بها كل من الولاياتالمتحدة والمملكة المتحدة والجمهورية الفرنسية على أهداف عسكرية في سوريا. وأضاف المصدر، أن "العمليات العسكرية جاءت رداً على استمرار النظام السوري في استخدام الأسلحة الكيماوية المحرمة دولياً ضد المدنيين الأبرياء بما فيهم الأطفال والنساء، استمراراً لجرائمه البشعة التي يرتكبها منذ سنوات ضد الشعب السوري الشقيق". وحمّل المصدر "النظام السوري مسؤولية تعرض سوريا لهذه العمليات العسكرية، في ظل تقاعس المجتمع الدولي عن اتخاذ الإجراءات الصارمة ضد النظام السوري". من جهتها، أعربت وزارة خارجية البحرين عن تأييد المملكة الكامل للعملية العسكرية التي شنتها الولاياتالمتحدةالأمريكية وبريطانيا وفرنسا على أهداف سورية. ووصفت الوزارة العمليات بالضرورية لحماية المدنيين السوريين ومنع استخدام أي أسلحة محظورة. من جانبه، اعتبر رئيس الجمهورية اللبناني ميشال عون، أن "ما حصل فجر اليوم في سوريا لا يساهم في إيجاد حل سياسي للأزمة السورية". وأكد عون في بيان، أن "الحوار حاجة ضرورية لوقف التدهور والحد من التدخلات الخارجية التي زادت الأزمة السورية تعقيداً". وشدد على أن "لبنان يرفض أن تُستهدف أي دولة عربية من قبل اعتداءات خارجية، بمعزل عن الأسباب التي سيقت لحصولها". ومن فلسطين، قالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، إنها تدين ما وصفته ب"عدوان أمريكا وحلفائها على الأراضي السورية، وتعتبره عدواناً سافراً على الأمة، يهدف إلى استباحة أراضيها وتدمير مقدراتها حفاظاً على وجود الكيان الصهيوني وتمرير مخططاته". وقالت حماس في بيان: "وفي الوقت نفسه تستهجن الحركة الإدعاءات الأمريكية بحماية المدنيين، بينما تؤيد وتدعم بقوة جرائم الاحتلال الإسرائيلي وانتهاكاته وقتل المدنيين الفلسطينيين العزل". وأكدت الحركة على ضرورة إنهاء الخلافات والصراعات العربية وتوحيد صفوفها، وتعزيز عوامل ومقومات صمود شعوبها وحقن دمائهم واحترام إرادتهم كركيزة أساسية في مواجهة أي عدوان، وفقاً للبيان.