خلفت مباراة الكأس بين شبيبة القبائل ومولودية الجزائر بملعب الشهيد حملاوي بقسنطينة، الجمعة، مقتل شاب في مقتبل العمر نتيجة تعرضه للرشق بالحجارة ودهسه بسيارة, وأكثر من 200 جريح، إصاباتهم متفاوتة الخطورة من بينهم 30 جريحا في حالة حرجة من أنصار كلا الفريقين وبعضهم من أعوان الشرطة الذين تعرضوا لعدة اصابات أثناء تأدية مهامهم قبل وبعد نهاية اللقاء في محاولة منهم لتفريق الأنصار المتخاصمين وحفظ النظام العام. الاشتباكات بين أنصار الفريقين بدأت منذ الساعات الأولى قبيل موعد المباراة، حيث بدأت في أول الأمر بمناوشات كلامية واستفزازات بين مناصري الفريقين لتتطور الأحداث بسرعة كبيرة وتتحول إلى عراك عنيف استخدمت فيه الهراوة والرشق بالحجارة مما أدى إلى سقوط جرحى بين صفوف كلا الفريقين وتحطم العديد من السيارات بسبب وابل الرشق بالحجارة المتبادل بين أنصار الشبيبة والمولودية على مقربة من محيط ملعب الشهيد حملاوي بقسنطينة الذي احتضن هذه المباراة بين الغريمين شبيبة القبائل ومولودية الجزائر، المباراة خرجت عن إطارها الرياضي وتحولت إلى عراك و نف خلف العديد من الجرحى الذين تم نقلهم على جناح السرعة إلى المستشفى الجامعي بقسنطينة الذي كان مستعدا بطاقم طبي متكون من أطباء عامين وأخصائيين في الجراحة والإنعاش تم تجنيدهم خصيصا من أجل هذه المباراة في اطار المخطط التنظيمي الذي أشرف عليه شخصيا السيد "عبد السميع سعيدون" والي ولاية قسنطينة رفقة كل الأطراف من ضمنهم الحماية المدنية وأمن ولاية قسنطينة الذي بذل مجهودات جبارة في التدخل المباشر وفض العراك بين أنصار الفريقين إضافة إلى حماية الأشخاص والممتلكات بالمدينة. ورغم هذا التنسيق والتحضير المسبق لتنظيم هذه المقابلة في أحسن الظروف، بعض الأنصار أو شبه الأنصار من كلا الفريقين كانوا دون المستوى وفوتوا على أنفسهم عرسا كرويا يسوده الحس الرياضي والأخوي، خاصة وأن الجزائر في فترة حداد على أرواح شهداء الطائرة العسكرية ما يستوجب تلاحم كل الشعب والوقوف وقفة رجل واحد في هذه المحنة وليس التناحر بين أبناء الشعب الواحد بسبب كرة القدم التي هي في الأصل تربية وأخلاق، ثم رياضة ومنافسة. من جهة أخرى وعند دخول الأنصار إلى الملعب، شهد تشابكا وتدافعا عنيفين بين أنصار الفريقين رغم فصلهما من قبل الشرطة وأعوان الملعب الذين وجدوا صعوبة كبيرة في تنظيم الجماهير الغفيرة للأنصار التي تريد إقتحام الملعب بأي طريقة ودون تذكرة إلى أن أصدر الوالي تعليمة لأعوان الأمن من أجل فتح كل الأبواب والسماح لأنصار الفريقين بالدخول إلى مدرجات الملعب حتى بدون تذكرة في ظل احترام النظام العام وعدم الإخلال به. المباراة بين فريق شبيبة القبائل ومولودية العاصمة انتهت بتأهل الشبيبة على حساب المولودية عبر ركلات الترجيح التي كانت الفيصل في هذه المقابلة التي شهدت مناوشات كلامية وصلت حد التشابك بالأيدي حتى بين لاعبي الفريقين في أرضية الميدان، خاصة في الشوط الأول، ثم الدخول في خلاف مع الحكم لعدة مرات كلما أعلن عن مخالفة، لاعبو الفريقين احتجوا مرارا وتكرارا على قرارت الحكم وانتقادهم الشديد له، خاصة من قبل لاعبي المولودية الذين لم يهضموا قرارات حكم المباراة إلى غاية الوصول إلى المرحلة الأخيرة من عمر المباراة، وهي ضربات الترجيح التي كان الحظ فيها لرفقاء بلكالام وبهذا تأهلت الشبيبة القبائلية على حساب المولودية في أجواء كانت مشحونة بين أنصار ولاعبي الفريقين الغريمين اللذان لعبا المباراة في أرضية ملعب الشهيد حملاوي بولاية قسنطينة التي أحسنت التنظيم والضيافة بالعلامة الكاملة و سخرت كل الامكانيات المادية والبشرية لنجاح هذه المقابلة الكروية قبل أنت تتحول إلى مقابلة دموية نتيجة التصرفات غير الرياضية وأعمال الشغب التي قام بها أشباه الأنصار الذين لا يمثلون لا الرياضة ولا لفرقهم العريقة خاصة وأن الأمر يتعلق بفريقين كبيرين هما شبيبة القبائل و مولودية العاصمة. المشهد الوحيد الذي ترك الأثر الحسن في هذه المباراة بين شبيبة القبائل ومولودية الجزائر هي عبارات التضامن واللافتات التي حملت تآزر وتعزية الأنصار لضحايا الطائرة العسكرية التي سقطت ببوفاريك، ونفس الشيء بالنسبة للاعبي الفريقين، حيث وضعوا شريطا أسود في أذرعهم يشبه شارة القيادة كتعبير منهم عن حدادهم وحزنهم على ضحايا تحطم الطائرة العسكرية.