مدّدت مديرية الصحة لولاية الجزائر آجال فحص الحجاج الفائزين في القرعة لأيام إضافية، بعدما كان من المفترض أن تنتهي العملية بتاريخ 19 أفريل الجاري، وجاء هذا التمديد بعد تسجيلها 176 غياب وسط الحجاج وعدم رد أطبائهم المعالجين في حالات أخرى. كشفت المكلفة بملف الحج بمديرية الصحة لولاية الجزائر، لعشاب كريمة، عن توجيه المديرية تعليمة للبلديات تطالب فيها بإعادة استدعاء الحجاج الفائزين في القرعة والمتغيبين عن الفحص، للالتحاق بالمراكز في أقرب الآجال لإتمام فحوصاتهم الطبية. وكانت ولاية الجزائر قد سجلت 1744 فائز في القرعة، تم فحص 1577 حاج وقبول 1568 حاج، فيما تم رفض 9 لأسباب صحية. وعن تفاصيل التكفل الصحي بالحجاج قبل السفر، تقول محدثتنا إن العملية تمر بمرحلتين: الأولى فحصهم من قبل لجنة أطباء مختصة تتشكل من طبيب الأمراض العقلية، طبيب في الأمراض الداخلية، طبيب عام، وتتوفر ولاية الجزائر على 10 مؤسسات جوارية كل واحدة لديها مركز خاص لفحص الحجاج باستثناء سيدي أمحمد التي تتوفر على مركزين، تتم فيها العملية لتحديد الحجاج المسموح لهم بتأدية المناسك من عدمه. لجنة من 4 أطباء للترخيص للحجاج بالسفر وتقول المكلفة بملف الحج في كل موسم حج عقب الإعلان عن نتائج القرعة تتوجه مؤسسات الصحة الجوارية للبلديات للحصول على قائمة الفائزين حتى يتم فحصهم جميعا، حيث يتقدم الحاج للجنة الطبية المختصة التابعة لبلديته، والتي تضم في العادة مابين 3 إلى 4 أطباء يستفسرون عن الأمراض المزمنة التي يعاني منها إن وجدت، ويطلعون على الملف الطبي المحصل عليه من طبيبه المعالج ويتم تدوين جميع المعلومات في دفتر الحج الخاص به، والذي سيرافقه طوال فترة تواجده في البقاع المقدسة، ليأتي دور طبيب الصحة العقلية فيبدي تشخيصه في حالة الحاج العقلية قبل أن يحصل على الموافقة النهائية. وفي حال عدم الموافقة، تستطرد محدثتنا، يدوّن الأطباء المانع الصحي ويتم إرسال الملف لمديرية الصحة، لتوجهه بدورها للجهات المعنية ليستبدل بحاج آخر من القائمة الاحتياطية، فهناك قائمة معينة من الأمراض تحددها الوزارة تمنع من السفر إلا بموافقة من الطبيب المشرف على علاج الحاج، وإلا يرفض طلبهم وهي: بعض الأمراض القلبية، بعض الأمراض العقلية، الأمراض الحركية، بعض أمراض الكلى، بعض الأمراض الصدرية مع ذكر العارض بالتفصيل وتتم الفحوصات مرتين في الأسبوع أيام الاثنين والأربعاء أو الثلاثاء والخميس. حجاج يتخلون عن دوائهم بمجرد الوصول للبقاع المقدسة أوضحت المكلفة بملف الحج أهمية الإرشادات المقدمة لضيوف بيت الله كالحرص على تناول دوائهم، إرشادات خاصة بالطعام والوجبات الغذائية، إرشادات تتعلق بشرب كميات كبيرة من المياه وحماية أنفسهم من أشعة الشمس مع أخذ قسط وافر من النوم حتى يتمكنوا من تأدية مناسكهم، الابتعاد عن المخاطر، ويشدد الأطباء دوما على ضرورة أخذ كميات إضافية من الدواء معهم حتى لا تنفذ كميتهم ويظلوا بدون علاج، وينبهون عليهم للاقتراب من أطباء البعثة في حال معاناتهم من أي أعراض غريبة، لكن الملاحظ أنّ غالبية الحجاج يتخلّون عن شرب دوائهم بمجرد وصولهم للبقاع المقدسة فيشعرون بالراحة النفسية غافلين بأنهم يعرضون أنفسهم للخطر. إختبار الحمض النووي إجباري في حال الكوارث كشفت لعشاب كريمة عن إجراء جديد بدأت وزارة الصحة في العمل به، فعند تقدم الحاج من اللجنة الطبية من أجل الفحص يتم انتزاع عينة من أظافره وشعره، ففي حال وقوع كارثة يتم التعرف عليه من خلال حمضه النووي " ADN"، وهو إجراء تم اتخاذه بعد حادثة التدافع في منى، وتظل النتائج مع بعثة الوزارة في الحج لحين عودتهم لأرض الوطن، فهذا التحليل لم يكن معمول به في السابق، لكن الكوارث التي يتم تسجيلها خلال موسم الحج وصعوبة التعرف على أصحاب الجثث جعلت الوزارة تعمل بهذا الإجراء. أكدت المكلفة بملف الحج أن عملية تلقيح الحجاج تظل متواصلة حتى الأيام الأخيرة من سفرهم للبقاع المقدسة، وهناك أيام خاصة به حسب كل مركز والتلقيح يكون ضد التهاب السحايا، وهو يمنح حماية من المرض لثلاث سنوات، تلقيح الخناق "الديفتيريا" والكزاز "التيتانوس" يتم على مرحلتين الأولى والثانية، تأكيد التلقيح بعد شهر تحمي الحاج من هذا المرض لعشر سنوات، التلقيح ضد الزكام بالنسبة لغير الملقحين في الموسم ويكون التلقيح مجانيا في نفس المركز. وتحدد المراكز الطبية المواعيد ل20 حاجا يوميا، لكن الإشكالية تكمن في كثرة الغيابات، وتضيف محدثتنا، بعد الانتهاء من الحجاج الفائزين في القرعة يأتي دور الحجاج الأحرار، فدفتر التلقيح الدولي ضروري جدا ولا يسمح لهم بالدخول للحج بدونه، ويظل الدفتر الصحي مرافقا لهم لاحتوائه على معلومات هامة تتعلق بوضعيتهم الصحية والأدوية الموصوفة لهم.