نورالدين قلاله:[email protected] لا أحد يشك أن ما فعله الإرهاب بهذا البلد يفوق حد الوصف، ولا أحد ينكر أنه في الوقت الذي كنا ندعو فيه المجتمع الدولي للقضاء على القواعد الخلفية للإرهاب، كان العالم كله يرقص ويغني لمذابحنا.. ولكن اليوم عندما عادت آلة الدمار إلى الجزائر..بدأ الحديث عن القاعدة وروافدها وعملائها في المغرب العربي، وعن ضرورة تجفيف منابعها واجتثاث جذورها..ضمن مخطط عالمي يحميه ما يسمى "التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب". وهو تحالف غائب، لأنه قائم أساسا على توازن المصالح وليس توازن القوى، والمصلحة اليوم تقتضي من ولاة الأمر أن يصنعوا بدعة، صارت عندهم قاعدة، ولأن أمريكا دائما قاعدة، فإذا نهضوا لشتمها قامت هي لتطالب ببناء قاعدة.. ولأن "بناء القواعد" هو مجال تخصصها، فقد تحولت قاعدة بن لادن إلى دولة اسمها "دولة إرهابستان"، وعلى الرغم من أنه لا تتوفر فيها مقومات الدولة العصرية: الإقليم والشعب والسلطة، إلا أنها استطاعت أن تجد لنفسها نمطا جديدا من شكل الدولة. فإقليمها ومسرح عملياتها لا حدود له، وشعبها يغطي معظم الأقاليم الإستراتيجية والحساسة عبر كل تراب الكرة الأرضية، أما سلطتها فبيد الأقوياء، ضاربة في عمق التاريخ، بحيث لا مناص من سلبها إياها تحت أي غطاء. لقد أصبح للقاعدة رئيس "مرتهب" بذراعه الظاهر الأيمن، والأيسر أيضا، وبات لها مسئولون سياسيون يدافعون عنها في المحافل الدولية، وسفراء في كثير من الدول يرفعون رايتها ويدافعون عن مخططاتها، وأنصار من عامة الشعب يهللون لعملياتها وينفذون عملياتها الانتحارية، و لديها وزراء للإعلام يصوغون بيانات التحذير والتهديد والوعيد و يراقبون كل ما يكتب ويسمع ويرى، و أيضا مختصون في الإنترنت يروجون لأعمالها الإجرامية، ووزراء داخلية يهتمون بحماية الرئيس والشخصيات المرموقة في "الدولة"، ووزراء للشؤون الدينية يبررون سياساتها، ووزراء دفاع يتفاوضون لجلب الأسلحة والذخيرة الحية لقتل الأبرياء في كل أنحاء العالم. شئنا أم أبينا، هذه هي القاعدة التي يمثلها عنصر واحد، لا علاقة له لا بالإنس ولا بالجن..مجرد أشباح من الصعب محاربتهم و إلقاء القبض عليهم..فكل خائن في هذا الزمن يمكن كشفه إلا خائن الدار..