نورالدين قلاله:[email protected] مرة أخرى تعود قضية الصحراء الغربية إلى الساحة، ليتم فرضها على الجزائر كما لو كانت واقعا إقليميا مغربيا، وورقة ضغط يخرجها الملك متى يشاء في وجه الجزائر، خاصة عند اقتراب جلسات مجلس الأمن لبحث القضية. وهكذا وفي الوقت الذي تشن فيه المملكة حربا بكل أنواع الأسلحة لفرض منطقها في الحل، تأتي صحيفة "البايس" الإسبانية مرة أخرى، لتطرح مجددا فرضية الحرب مع المغرب من أجل الصحراء الغربية. وكان رد الرئيس عبد العزيز بوتفليقة بأن الخلاف على الصحراء لن يكون أبدا سببا للحرب. ذلك هو موقف الجزائر، أما موقف الصحراء الغربية فيعبر عنه زعماؤها ومسؤولوها، مع عدم استبعاد "فرضية" استئناف المناوشات بين البوليساريو والمغرب. وعلى الذي لا يقرأ التاريخ جيدا أن يتذكر ما قاله ساسة الصحراء مرارا وتكرارا، بأن فشل الاستفتاء في تقرير مصير الشعب الصحراوي، لا يعني إلا حلا واحدا هو العودة إلى حمل السلاح. لقد كان واضحا منذ الأزل أن الفراغ السياسي في نظام المخزن والعجز المزمن الذي تعاني منه المملكة في عرض مبادرات جديدة تليق بالإرث التاريخي للمنطقة، جعل من القضية كرة تتقاذفها التيارات المغربية الموالية تارة لباريس وتارة لواشنطن.. في حين أن الموقف الجزائري هو هو لم يتغير، لأنه قائم على أساس احترام المواثيق والمعاهدات الدولية، ولا يستند لأهواء السياسيين ومروجي السلام الزائف في العالم. ولكن على الرغم من مصادقة لجنة تصفية الاستعمار للجمعية العامة لمنظمة الأممالمتحدة على لائحة تؤكد حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره، إلا أن النظام المغربي لازال يتحدث عن التزام بلاده منح إقليم الصحراء "حكما ذاتيا"، خاصة قبيل كل مرحلة يعاود فيها مجلس الأمن دراسة تطورات القضية. الأمر واضح إذن.. هناك فرق في السرعات، دول تسير ب 200 كلم في الساعة، ودول تسير إلى الخلف. وبالتالي على النظام المغربي أن يدرك أولا وآخرا وبين بين.. أن مصير مشروع الحكم الذاتي هذا، لن يكون أفضل من مشروع خارطة الطريق في قضية التسوية بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وأن فرضه بهذه الطريقة يعيد المنطقة 30 سنة إلى الوراء، في الوقت الذي يتحدث فيه الجميع عن تصفية الاستعمار. والجزائر التي تعرف جيدا ما الذي يخيف المغرب من الاستفتاء.. سبق لها وأن لقنت الاستعمار درسا لن ينساه، ولازال بإمكانها أن تلقن الدروس لمن يرفضون تصفية الاستعمار بكل أشكاله، وهي على كل حال دروس خصوصية وبالمجان.