نورالدين قلاله:[email protected] انتهت محاكمة الخليفة التي شدت لأسابيع عديدة الرأي العام المحلي والدولي، وكأنها فصول من مسرحية تراجيدية، بطلها غائب و منتجها مجهول وممثلوها يعملون بالنيابة ، أما مخرجها فلا يعرف عنه أي شيء غير المؤثرات التقنية والسياسية التي استخدمها في أطوار الحكاية.. وبعد كل هذا لا تزال شخصية عبد المومن خليفة لغزا .. ولا يزال الجميع يطرحون السؤال : عبد المومن يأتي أو لا يأتي !؟ تلكم هي المشكلة..على رأي "هاملت" بطل ويليام شكسبير وهو يناجي نفسه في إحدى أهم مسرحيات الأديب الإنجليزي الذائع الصيت. لكن يبدو أن الجميع يناجي نفسه في هذه الظروف ..الشعب والخليفة والدولة. والسيناريوهات المطروحة هي اثنين لا ثالث لهما: السيناريو الأول أن يكون عبد المومن في الجزائر قبل 21 مارس (تاريخ صدور الحكم)، وهو أمر شبه مستحيل، ولكن في حالة حدوثه تطرح العديد من الأسئلة خاصة ما يتعلق بهذه "المحاكمة الخاصة" التي يتحدثون عنها، هل ستكون الفصل الأخير من المسرحية بحضور الممثل الرئيسي، ليسدل الستار عنها نهائيا مباشرة وبدون إعادة للعرض؟ هل سيسمح بنشر غسيلها في الصحافة مثلما كان الحال طيلة الأسابيع الماضية؟ هل سيدافع عبد المومن عن نفسه ليورط غيره، أم سيرضخ للحكم الذي سيصدر في حقه، ويقضي ما تبقي له من أيام في سركاجي؟ . أما السيناريو الثاني، والذي يعني حضور عبد المومن بعد صدور الحكم، وهو السيناريو الأقرب إلى الواقع، فيعتمد أساسا على نتائج تحقيق مصالح سكوتلانديارد مع زعيم فضيحة القرن الذي هدد في تصريحات صحفية ب "قول الحقيقة!" ، مدعيا أن قضيته "قضية دولة"، وأنه يملك "أسرار دولة" !! غير أن هذا الأمر متوقف ما إذا كان الخليفة يملك "حق الفيتو" لنقض الحكم والاعتراض عليه!! و في كل الأحوال، كل السيناريوهات تدل على أن الخليفة سيصدر في حقه حكما غيابيا سواء كان أو لم يكون، و سواء حضر قبل 21 مارس أو بعد هذا التاريخ. أما ما يشاع عن محاكمة خاصة فهي مجرد تبرير، لما حدث وما يمكن أن يحدث، الغرض منه تصوير النهاية الطبيعية أو المتوقعة للقضية، لإغلاق الملف نهائيا، و إسدال الستار على أكبر قضية هزت المجتمع الجزائري الذي تابعها "متفرجا" إلى أن انتهى العرض و أسدل الستار، ولكن لم يصفق أحد ..