من المنتظر أن تنظم هذا الخميس عدة جمعيات بورقلة، وقفة احتجاجية أمام مقر مديرية الري احتجاجا على الوضعية الكارثية التي تشهدها المدينة بخصوص عودة معضلة صعود مياه "النز" والمياه القذرة، بالرغم من صرف الدولة 03 ألاف مليار دج على المشروع الذي وصف بالفاشل. تعد الوقفة الاحتجاجية تحت شعار "وصلت للعظم" التي سوف تنظم هذا الخميس، الثانية من نوعها بعد تلك التي نظمت قبل 03 أسابيع في منطقة المخادمة، وتحولت إلى مسيرة سليمة جابت شوارع المدينة، رفضا لسياسة الترقيع التي تقوم بها شركة وطنية تعثرت في إنجاز شطر كبير من مشروع تجديد شبكات الصرف في بعض الأحياء، حسب تصريح بعض رؤساء الجمعيات. وأضحت الشوارع والأزقة تزكم الأنوف ولا تحتمل، بسبب تشكل بحيرات يومية راكدة من مياه الصرف الصحي المتدفقة من المشاعب أمام المطاعم والمساجد والمرافق العمومية والجامعة، وبروز نقاط سوداء أصبحت تهدد صحة المواطنين منهم الأطفال والعجزة الذين يعانون من أمرض الحساسية والربو وصعوبة التنفس، ناهيك عن ظهور الأمراض الجلدية وأمراض العيون وغيرها. وتندد العديد من الجمعيات بالوضع السائد حاليا، نظرا للحالة المزرية التي تشهدها الولاية الغنية التي تكتنز "مال قرون" لكنها غير قادرة على تخطي الأزمة الخانقة. وتشكك بعض مكاتب الدراسات الخاصة، في نوعية الإنجاز، وعمليات الربط بين المحطات الرئيسية و"سبخة سيفون" كونها المصب النهائي للمياه القذرة، خاصة ما تعلق بتشبع الشبكات وتقنيات توزيع المياه وصرفها بطرق علمية. وكانت شركات أجنبية منها "ديفي داق" الألمانية، "فانسي الفرنسية" و"بيتاك اللبناينة" قد ظفرت بما يسمى صفقة مشروع القرن الممركز، لتخليص المنطقة من شبح صعود مياه النز وتطهير شبكة الصرف الصحي بطرق علمية وتقنية، غير أنه ومع مرور الوقت 10 سنوات تحديدا، اكتشف المختصون أن المشروع فاشل بكل المقاييس بالرجوع إلى توضيحات هؤلاء منهم خبراء في مجال الري بورقلة وخارجها، مما حرك الشارع المحلي وأضحى هذا الملف يغطي على قضايا أخرى على غرار البطالة والتنمية وغيرها. وتتمسك الجمعيات بحقها في معرفة الحقيقة، كما طالبت السلطات المحلية ومسؤولي ديوان التطهير "أونا" وجوب التحرك بسرعة لتدارك الأمر قبيل شهر رمضان الذي لم تعد تفصلنا عنه سوى أيام، وتقديم مبررات واضحة لما يحدث في مشروع ابتلع الملايير، استبشر له السكان خيرا عند انطلاقته، قبل أن يتحول إلى "بعبع" أرق الجميع منذ زهاء سنة كاملة.