تجري حاليا عملية واسعة لتكملة إنجاز نظام التطهير الصرف الصحي لحوض ورقلة (الشطر الثالث) التي خصص لها غلاف مالي إجمالي يقدر ب5 ملايير دج، حسبما أفاد به مسؤولون محليون بالديوان الوطني للتطهير. وسيتم خلال هذه العملية المقسمة إلى 5 حصص، والتي أوكلت أشغالها إلى مجمع كوسيدار إنجاز شبكة صرف صحي بطول 59 كلم، بالإضافة إلى 14 محطة ضخ ورفع منها 4 منجزة، كما أوضح رئيس المشروع سعيد زنخري. وتعتبر هذه العملية التي تشمل بلديات ورقلة والرويسات وعين البيضاء وسيدي خويلد الشطر التكميلي للمشروع الضخم للتطهير ومكافحة ظاهرة صعود المياه بحوض ورقلة، والذي انطلقت أشغاله سنة 2005 (الشطرين الأول والثاني) حيث أوكلت مهمة إنجازه إلى عدة شركات وطنية وأجنبية بمرافقة مكتب دراسات متخصص من أجل ضمان المراقبة التقنية للأشغال، يضيف زنخري. ويتوخى من خلال هذا المشروع استحداث نظام تطهير متكامل وفعال وفقا للمعايير الدولية حيث يتضمن الجمع والتنقية والتصربف ثم تحويل المياه المستعملة والمعالجة نحو المصب النهائي، حسب ذات المسؤول. وعند استكمال تجسيده في مدة تصل إلى خمسة سنوات سيضمن المشروع وبشكل نهائي شبكة للتطهير، تلبي متطلبات نحو 400 ألف ساكن آفاق 2030، فضلا عن وضع حد لظاهرة صعود المياه (صعود المياه الملوثة إلى السطح) التي تؤثر سلبا على الصحة العمومية والبيئة، كما أشارت إليه مصالح مديرية البيئة. كما سيلعب دورا هاما في حماية المياه الجوفية من التلوث بالإضافة إلى حماية المحيط، والتقليل من أخطار انتشار الأمراض الخطيرة المتنقلة عن طريق المياه، وكذا المحافظة على المواقع الطبيعية كالمناطق الرطبة ذات الأهمية السياحية. وتعتبر أيضا المسائل المتعلقة بتطوير النشاط الفلاحي من خلال استحداث محيطات فلاحية مسقية بمياه الصرف المعالجة، إلى جانب حماية ثروة النخيل بفك الخناق عنها والقضاء على مشكلة صعود مياه النز (صعود مياه السقي والمياه الجوفية) من بين الأهداف التي يصبو إليها هذا المشروع الهام، حسب نفس المصدر. التحكم في مستوى طبقة المياه السطحية والحفاظ على البيئة كما أسفر الدخول التدريجي للمشروع (الشطرين الأول والثاني) حيّز الخدمة، عن إنجاز شبكة على مسافة 138 كلم و32 محطة ضخ ورفع ومحطتين لتصفية ومعالجة المياه المستعملة طبيعيا بسعيد عتبة (بلدية ورقلة) وسيدي خويلد، ومحطة أخرى للمعالجة عن طريق الترشيح بأنقوسة وقناة صرف (جنوب-شمال) للمياه المعالجة على مسافة 40 كلم نحو سبخة سفيون على التحكم في مستوى طبقة المياه السطحية، وفي عملية التخلص اللعقلاني والمنهجي من مياه الصرف. وساهم أيضا الدخول التدريجي للمشروع حيز الخدمة في التقليل من فيضان مياه الصرف الصحي لاسيما في الوسط الحضري، حيث تشكل هذه مياه الصرف الراكدة وسطا ملائما لتكاثر الحشرات الناقلة للأمراض ناهيك عن انبعاث الرائحة الكريهة. وفي سياق آخر، شجع المشروع الفلاحين المحليين على الإقبال على سقي أراضيهم بالمياه المعالجة من خلال تخصيص مساحات بالقرب من قناة الصرف بغية الاستفادة مباشرة وبشكل مجاني من هذه المياه الموجهة للسقي. وفيما يتعلق بأثر هذا المشروع الذي يتم إنجازه وفقا لدراسة تقنية أعدها مكتب دراسات سويسري (بونار وقاردل)، تجدر الإشارة إلى أنه قد ساهم في زيادة أعداد الطيور المهاجرة كالنحام الوردي عبر مختلف المناطق الرطبة بورقلة على غرار شط عين البيضاء وسبخة سفيون.