رحبت السعودية وحلفاؤها الخليجيون العرب بقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مساء الثلاثاء، الانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران، بعدما حذروا لسنوات من أن الاتفاق وفر لخصمهم اللدود غطاء لتوسيع نفوذه الإقليمي. ويعكس تأييد السعودية والإمارات السريع لإعلان ترامب إحساساً بصحة موقفهما. وتضغط الدولتان على واشنطن كي تأخذ على محمل الجد برنامج إيران للصواريخ البالستية ودعمها لجماعات مسلحة، وهي تهديدات أمنية تعتبرانها وجودية. وعبر المواطنون السعوديون عن فرحة غامرة إزاء الإعلان، فنشروا على موقع تويتر صوراً لترامب وولي العهد الأمير محمد بن سلمان مع تعليقات مثل "انتصرنا" و"اللعبة انتهت" و"أفعال لا أقوال". وغرد أحدهم قائلاً: "لا يمكن إبرام اتفاق مع الشيطان، والسعودية تدعم تماماً قرار الرئيس ترامب.. معاً ننتصر". #ترمب_ينسحب_من__الاتفاق_النووي DONE pic.twitter.com/i1eu1g8Ufo — فيصل السريعي (@faissal1621) May 9, 2018 والسعودية السُّنية على خلاف مع إيران الشيعية منذ عقود، وتخوض كل منهما حرباً طويلة بالوكالة في الشرق الأوسط وما وراءه، بما في ذلك صراعات مسلحة وأزمات سياسية في العراقوسوريا ولبنان واليمن. وخفف الاتفاق النووي المبرم عام 2015، والمعروف باسم خطة العمل الشاملة المشتركة، العقوبات مقابل أن تحد طهران من برنامجها النووي لمنعها من حيازة القدرة على صنع قنبلة ذرية. وفي تكرار لموقف الرياض وأبو ظبي، دأب ترامب على انتقاد الاتفاق لأنه لا يتصدى لبرنامج الصواريخ البالستية الإيراني أو لأنشطتها النووية بعد 2025 أو لدورها في الحروب الإقليمية. ومبعث قلق الدول الخليجية العربية هو أن الاتفاق تفاوضت عليه دول خارج مرمى نيران الصواريخ البالستية الإيرانية. وقالت وزارة الخارجية السعودية في بيان، إن إيران "استغلت العائد الاقتصادي من رفع العقوبات عليها واستخدمته للاستمرار في أنشطتها المزعزعة لاستقرار المنطقة، وخاصة من خلال تطوير صواريخها البالستية، ودعمها للجماعات الإرهابية في المنطقة". وأيدت تحرك ترامب لفرض العقوبات مجدداً على طهران ودعت المجتمع الدولي إلى العمل على "ضرورة معالجة الخطر الذي تشكله سياسات إيران على الأمن والسلم الدوليين بمنظور شامل لا يقتصر على برنامجها النووي، بل يشمل كافة أنشطتها العدوانية بما في ذلك تدخلاتها في شؤون دول المنطقة ودعمها للإرهاب". المملكة تؤيد وترحب بقرار الرئيس الأمريكي حيال الانسحاب من الاتفاق النووي مع #إيران #المملكة_تؤيد_الانسحاب_من_الاتفاق pic.twitter.com/tWancujrVn — وزارة الخارجية ???????? (@KSAMOFA) May 8, 2018 أما وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش فكتب على تويتر: "إيران فسرت خطة العمل الشاملة المشتركة على أنها موافقة على هيمنتها الإقليمية. إيران المعتدية تشجعت نتيجة لذلك وبرنامجها للصواريخ البالستية أصبح هجومياً ويمكن تصديره". Iran interpreted the JCPOA as concurrence of its regional hegemony. An aggressive Iran was emboldened as a result & its ballistic missile program became both offensive & exportable. — د. أنور قرقاش (@AnwarGargash) May 8, 2018 ابتهاج وفي خطابه في البيت الأبيض، ندد ترامب "بالأنشطة الشريرة" التي تمارسها إيران ومنها دعم جماعات مثل حزب الله وحماس وطالبان والقاعدة، وهي اتهامات تنفيها طهران. وقال عبد العزيز بن صقر رئيس مجلس الخليج للأبحاث ومقره جدة، إن الرسالة كانت مهمة. وأضاف "قلنا دوماً إن قلقنا بشأن الاتفاق في 2015 هو أن إيران يجب ألا تأخذه كتفويض مطلق للمضي وتوسع نفوذها الإقليمي.. من الجيد أنه ذكر سوريا واليمن ولبنان – كل المخاوف التي لدينا". وكان الحلفاء الخليجيون العرب أيدوا اتفاق 2015، لكنهم عبروا عن هواجسهم بشأن فصل برنامج إيران النووي عن أفعالها في أنحاء الشرق الأوسط. وقال كريستيان كوتس أولريخسن، الباحث في شؤون الشرق الأوسط بمعهد بيكر التابع لجامعة رايس: "هناك على الأرجح إحساس بالابتهاج في الرياض وأبو ظبي من أن إدارة ترامب – أو على الأقل البيت الأبيض – عاد الآن إلى رأيهما بشأن تهديد إيران للأمن الإقليمي". وكان الأمير محمد بن سلمان، الذي يتولى أيضاً منصب وزير الدفاع، أبلغ قناة "سي بي إس نيوز" في مارس، أن بلاده ستطور أسلحة نووية دون شك إذا فعلت إيران ذلك. واستبعدت إيران التفاوض مجدداً على الاتفاق وهددت بالرد، بيد أنها لم توضح ماهية ردها إذا انسحبت واشنطن. وربما تفعل ذلك بتقويض مصالح واشنطن وحلفائها في الشرق الأوسط بما في ذلك زيادة دعم حركة الحوثي المسلحة في اليمن، مما قد يستتبع رداً عسكرياً من السعودية والإمارات. وقال غوست هيلترمان مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بالمجموعة الدولية للأزمات: "هناك خطر حقيقي للتصعيد، خاصة بين إيران وإسرائيل. فبينما قد ترغب دول الخليج (العربية) في أن ترى الولاياتالمتحدة وإسرائيل تحاولان تحجيم إيران، فلا أعتقد أنها (تلك الدول) تريد أن تنجر إلى مواجهة مباشرة". وفي اليمن، عبرت معلمة تدعى إيمان طاهر عن مخاوفها من ألا يؤدي قرار ترامب إلا إلى إلهاب الصراعات في المنطقة. وقالت "إيران لن تقبل وسترد وستزيد دعمها للحوثيين في اليمن ولحلفائها في سوريا ولبنان". Gulf Arab allies jubilant at U.S. withdrawal from Iran deal https://t.co/0lnpGZAikC — Reuters World (@ReutersWorld) May 8, 2018