كشف، الإثنين، الدكتور عمر حساني مدير الشؤون الدينية والأوقاف بولاية ورقلة، خلال نزوله ضيفا على منتدى "الشروق"، اللثام على عدة قضايا الهامة، منها عدم احترام بعض الأئمة للمرجعية الدينية وقضية توحيد الأذان وتحفيظ القرآن وأعمال الخير التي انتشرت السنوات الأخيرة في رمضان بالجنوب . أوضح محدثنا في سؤال "الشروق" حول عدم احترام بعض الأمة المرجعية الدينية، أنه لن يتسامح مع ذلك، وهي –حسبه- خطوط حمراء يجب على كل الأئمة التقيد بها، لاسيما ما تعلق بضرورة الالتزام بمذهب الإمام مالك، مؤكدا أن أي إمام لا يلتزم بذلك يعرض نفسه للمساءلة، مشيرا إلى أن الوزارة الوصية ومن خلال الندوات الشهرية الموجهة لفائدة الأئمة تحرص في كل مرة على وجوب التمسك بمرجعية الجزائريين والمغاربة عموما، المتوارثة أبا عن جد. وأكد ضيف "الشروق" أن عدم احترام بعض الأئمة لرواية ورش عن نافع والحزب الراتب والفاتحة عقب كل صلاة، وكذا دعاء القنوت في صلاة الفجر وحرمان المصلين من تأديتها بحجج واهية سوف يستدعي تحويل هؤلاء على المجلس العلمي للفصل في مخالفاتهم. وأردف نفس المتحدث قائلا: إن مفتشي القطاع في جميع المقاطعات يراقبون جيدا المساجد ويرفعون تقارير دورية حول تسيير مؤسسة المسجد، حيث أصبح المواطن شريكا في مراقبتها والعمل على تطوير أدائها بما ينفع الناس وحياتهم من خلال اللجان الدينية الموجودة في جل المساجد والمدارس القرآنية في أزيد من 476 مسجد على مستوى الولاية . وقال محدثنا إنه لا يجب السكوت على بعض التصرفات المعزولة التي يقوم بها بعض الأئمة دون مشاورة الوصاية . وثمّن من جهة أخرى، المجهودات المبذولة من طرف الأئمة، منها تحفيظ القرآن الكريم والمسابقات وتكريم البراعم من حفظة كتاب لله تعالى في أجواء تنافسية ربانية تقشعر لها الأبدان، ينظمها عادة أئمة ومعلمو القرآن الذين أفنوا حياتهم في تلقين كلام لله للأجيال، مع التذكير بوجود كل من الشاب هشام الداوي المتسابق الفائز للدور الثاني من مسابقة القرآن الكريم، والطفل أحمد الشريف مناصري الذي يشارك في الجائزة الدولية للقرآن الكريم وكلاهما من عاصمة الواحات ورقلة، وهو حسب قوله إنجاز يفتخر به سكان الولاية . وعاد محدثنا ليذكر أن شعار رمضان لهذا العام هو "معا لمواجهة ظاهرة الانتحار" بالتعاون مع الجمعيات المختصة والفاعلين والشركاء وحثّ الأئمة على زرع الأمل في نفوس الشباب، بعد انتشار الانتحار بصورة مقلقة وسط الشباب مؤخرا . وأوضح نفس المتحدث، أنه تم تفعيل "مجلس سبل الخيرات" التابع للقطاع والذي كان متوقفا منذ سنوات، وذلك بالتعاون مع الجمعيات الخيرية وتسطير برامج لختان الأطفال ومساعدة الطفولة المسعفة وحملات التبرع بالدم، وتنظيم موائد الإفطار الجماعي في رمضان بالساحات العامة وتفقد المرضى ومساعدتهم خاصة مرضى السرطان في المستشفيات بمناسبة شهر الرحمات، وهي أعمال تعد بمثابة طريق إلى الجنة . وأردف محدثنا أنه يشارك يوميا في هذه الموائد ويشجعها ويحث الشباب على مواصلتها، والتمسك بها حتى بعد رمضان لما فيها من كرم وإحسان لعابري السبيل، خصوصا ونحن مقبلون على صيف حار يحتاج فيه المارة إلى الماء البارد والأكل الخفيف . وإن كانت نشاطات رمزية فهي عظيمة عند الله تعالى وأجرها مضاعف ومن أعمال البر التي تساعد على تمساك المجتمع الجزائري.