في وقت يطالب فيه الكثير من أئمة المساجد رفع التضييق عن المصليين الراغبين في الاعتكاف والتهجد خلال العشرة الأواخر من الشهر الكريم، وضعت وزارة الشؤون الدينية حسب ما علمته "الشروق" شروطا صارمة لمواجهة "التطرف" في بيوت الله، خاصة مع الظرف الحالي وانتشار تهديدات ما يسمى بتنظيم "داعش" الإرهابي. في الموضوع، أكد الشيخ علي عية، أن الوزارة الوصية تشدد الرقابة على الأشخاص الغرباء عن المنطقة التي يتواجد فيها المسجد الخاص بالاعتكاف، وستفتح تحقيقات دقيقة حول هؤلاء وحول بعض اللاجئين والأجانب الذين يرغبون في الحصول على رخصة للبقاء في المساجد والاعتكاف فيها خلال العشر الأواخر للشهر العظيم. كما ستعطى الصلاحية فقط للائمة الرسميين المعيّنين من طرف وزارة الشؤون الدينية لإبقاء الأشخاص الذين يرغبون في التهجد والاعتكاف معهم طوال تواجدهم في المساجد، دون أن يلجأ هؤلاء الأشخاص لأخذ رخص من طرف الوزارة أو مديرياتها عبر الوطن. وفي حالة غياب الإمام الرسمي، حسب الشيخ عية، تقوم لجنة المسجد بإرسال المعلومات التي تخص الشخص الراغب في الاعتكاف إلى الوزارة ممثلة في مديرياتها عبر الولايات، قبل حصوله على رخصة، وقال عية إن المصلين الذين يريدون القيام بالتهجد يمكنهم البقاء بعد صلاة التراويح مع الإمام لقيام الليل وهو قيام كامل، موضحا أن الانصراف بعد صلاة التراويح والعودة بعد ذلك مخالف للسنة. ودعا شيخ الزاوية العلمية لتحفيظ القرآن الكريم، إلى تشكيل هيئة للمحافظة على المرجعية الدينية في الجزائر، خاصة وأن هناك جهات أجنبية تستهدف الشباب الجزائري عبر التكنولوجيات الحديثة ومواقع التواصل الاجتماعي. من جهته، اقترح الأمين العام للنقابة الوطنية للأئمة وموظفي الشؤون الدينية والأوقاف، جلول حجيمي، تخصيص مسجد واحد في مدن مرتفعة الكثافة، للقيام بالاعتكاف وهذا لتسهيل عمليات المراقبة، موضحا أنه على الأئمة في بعض المناطق أن يتساهلوا مع المصلين للقيام بالتهجد والاعتكاف حسب معرفتهم لهؤلاء والاعتياد عليهم من خلال ترددهم الدائم على الصلاة الجماعية، وهذا للتخلي على اللجوء للرخص التي تسببت في نفور بعض المصلين وخلفت لهم حرجا. ويرى الشيخ محمد الشريف قاهر، أن ما تقوم به الوزارة من إجراءات حول الراغبين في الاعتكاف في المساجد والمتهجدين، تضييق أفسد النية في هذه العبادة.