أطلق أول أمس الخميس معارضون جزائريون يقيمون بالخارج، مولودا سياسيا بالخارج، أسموه حركة "رشاد". المولود الجديد تم الكشف عنه في ندوة صحفية عقدت بالعاصمة البريطانية لندن، نشطتها وجوه معروفة بانتقاداتها اللاذعة للسلطة عبر منابر إعلامية معروفة، يتقدمهم سفير الجزائر السابق بليبيا، محمد العربي زيتوت اللاجئ بربيطانيا، منذ منتصف التسعينيات. أصحاب المبادرة قالوا إن حركة "رشاد" ليست "حزبا سياسيا، لكنهم اعتبروها "فضاء واسعا لكل الجزائريين على اختلاف رؤاهم وتعدد توجهاتهم"، وقوة تَجَمُع تصبو للعمل، بالطرقِ اللاعنفيةِ"، وهي تسعى، كما جاء في بيانها التأسيسي، لتحقيق هدف أساسي، هو وضع حد لما وصفوه ب "حكم الاستبداد والفساد"، وإعادة الأمل للشعب الجزائري في" إقامة دولة الحق والعدل والقانون"، حسب موقع "رشاد" على شبكة الأنترنيت. ويبدو من خلال موقع الحركة الوليدة، أن روادها يخططون لعمل يتعدى الجانب السياسي، بحيث يستعدون لإطلاق قناة تلفزيونية ناطقة باسم الحركة، مستغلين الانفتاح الإعلامي الذي تتمتع بريطانيا، والمفتوح على غير رعاياها من مختلف الجنسيات، مما يعني أن القائمين على شؤون هذه الحركة الوليدة، يستعدون لنشر الغسيل الجزائري عبر هذه القناة، بالنظر إلى الماضي القريب لبعض وجوهها المؤسسين، على غرار الدبلوماسي السابق محمد العربي زيتوت، الذي سبق له وأن أطل من على منبر قناة الجزيرة الفضائية ليقول ما لا يقال. وجاءت هذه المبادرة في وقت تشهد البلاد حركية وتوجها نحو الاستقرار السياسي والاستتباب الأمني منذ نهاية العشرية المنصرمة، بفضل سياسة المصالحة التي تبنتها الدولة، والتي بدأت بمشروع الوئام المدني في سنة 1999، الذي قاد الكثير من عناصر الجماعات المسلحة إلى النزول من الجبال وإلقاء السلاح، وهو التوجه الذي حظي بتزكية جديدة، بفضل التأييد الشعبي الكبير لمشروع السلم والمصالحة، في استفتاء سبتمبر 2005، الذي فتح الباب أمام عدد من الفارين للعودة إلى أرض الوطن، وفي مقدمتهم رابح كبير، رئيس ما كان يعرف ب"الهيئة التنفيذية لجبهة الإنقاذ بالخارج"، والذي عاد فعلا إلى الجزائر في إطار تدابير مشروع السلم، الخريف الماضي، قبل أن يغادر مجددا إلى ألمانيا. ويقود هذه المبادرة خمسة وجوه تشكل فسيفساء غير متجانس من التوجهات والقناعات، الأمر الذي جعل المتتبعين يعتبرونها عوامل تفريق أكثر منها عوامل تجميع. غير أن القواسم المشتركة التي تجمع الموقعين على البيان التأسيسي لحركة "رشاد"، هو أن جميعهم متابعون من قبل عدالة بلادهم، ولاجئون سياسيون في عدد من الدول الأوربية. منهم من فر من الجيش الوطني الشعبي على غرار، ضابط المخابرات السابق، المقدم السابق محمد سمراوي صاحب كتاب "وقائع سنوات الدم"، اللاجيء بألمانيا الاتحادية، ومنهم من فر بعد توقيف المسار الانتخابي في مطلع التسعينيات، على غرار القيادي السابق في الجبهة الإسلامية للإنقاذ المحظورة، مراد دهينة، الذي أسس المكتب التنفيذي للجبهة الإسلامية للإنقاذ في أكتوبر 2002 قبل أن يستقيل منه في أكتوبر 2004، ورشيد مصلي عضو الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان، والذي غادر الجزائر سنة 2000 بعد أن قضى ثلاث سنوات في السجن، إضافة إلى عباس عروة وهو طبيب، وهؤلاء الثلاثة لاجئون في سويسرا. محمد مسلم:[email protected]