قال السفير الإيطالي بالجزائر باسكوالي فيرارا إن تعديل قاعدة 51/49 للشراكة الأجنبية للقطاعات غير الاستراتيجية سيسهل الشراكة أكثر بين البلدين، ووصف المنافسة في السوق الجزائرية بأنها لا ترحم خصوصا في ظل التمدد الصيني في الجزائر والمنطقة، وشدد على أن الجزائر تتوفر على أحسن نظام لمراقبة وتعقب الحراقة من بين كل ظل شمال إفريقيا. وخلال محاضرة بجامعة لويس بالعاصمة روما خصصت لملف الهجرة في البحر المتوسط بداية الأسبوع الجاري، أوضح السفير بسكوالي فيرارا أن السيادة الاقتصادية ما زالت أمرا في غاية الأهمية بالنسبة للجزائر، على غرار الدفاع وتكنولوجيات الإعلام والاتصال والطاقة، لكن ما تعلق بباقي القطاعات من المفروض أن تصبح الأمور أكثر سهولة بالنسبة للمستثمرين الأجانب. وكشف فيرارا بحسب ما نقلته وكالة الأنباء الايطالية الرسمية "آنسا"، عن إطلاق قريب لجمعية رجال الأعمال للبلدين وستكون مهمتها تسهيل المبادلات وخلق جو من الثقة بين الطرفين. ونقلت ذات الوكالة خلال الندوة نفسها أن قاعدة الشراكة الأجنبية 51/49 قلصت من عمليات الشراكة التي يتم إطلاقها بين الطرفين وخصوصا بالنسبة للشركات الإيطالية الصغيرة. ووصف السفير فيرارا المنافسة في الجزائر على أنها لا ترحم خصوصا بتوسع المد الصيني في البلدان المغاربية وإفريقيا. وبدا واضحا من كلام السفير باسكوالي فيرارا وجود تخوف من المد الصيني في الجزائر والمنطقة وأثره على تواجد روما وحصصها. وفي هذا السياق، ذكر المتحدث أن الصين استحوذت على مشاريع ضخمة في الجزائر على غرار الجامع الأعظم، لكن رغم ذلك إيطاليا ظفرت بصفقات فيه للقيام بعمليات التزيين الداخلية من خلال شركات إيطالية. وعلق بالقول: "عندما تعمل إيطاليا وتنجز أمورا إيطالية نوعية فهي لا تخشى المنافسة". وعرج ذات الدبلوماسي على ملف الهجرة، وأكد أن الجزائر تتوفر على أحسن نظام لمراقبة وتعقب الحراقة برا وبحرا من بين كل دول شمال إفريقيا، إضافة لكون الهجرة السرية انطلاقا من ترابها تعد جريمة. وبحسبه، فإن وصول 1300 حراق إلى إيطاليا انطلاقا من الجزائر لا يكاد يقارن بالأعداد التي تصل من منافذ أخرى، رغم أنه لا يجب الاستهانة بهذا العدد من الحراقة الواصلين. ووفق المتحدث، فإن القليل من البلدان تقوم بما قامت به الجزائر لمراقبة حدودها خاصة بعد أن دفعت حسبه بنحو 80 ألف جندي لتأدية هذه المهام وأغلقت الحدود الشرقية والجنوبية. وخلص السفير فيرارا إلى أن الجزائر بدأت تتحول من من منطقة عبور للمهاجرين السريين إلى بلد وجهة نهائية. وقدم فيرارا رقما ب500 ألف مهاجر من دول إفريقيا جنوب الصحراء متواجدون الآن بجنوبالجزائر ما يستدعي الحفاظ على حوار وتعاون دائم مع الجزائر بشأن ملف الهجرة والحراقة.