أدرجت وزارة التربية الفرنسية، موضوعا خاصا بتاريخ "الحركى" ضمن أسئلة مادتي التاريخ والجغرافيا لامتحان البكالوريا التي انطلقت دورتها لسنة 2018 يوم الإثنين الماضي. وتضمن موضع امتحان التاريخ موضوعين اختياريين، الأول تحدث عن تاريخ ومذكرات إبادة اليهود، أما الثاني فتمحور حول تاريخ ومذكرات الثورة الجزائرية تحت عنوان "إنهاء الاستعمار وبناء دول جديدة"، وتناول النقاش السياسي بين الجزائر وفرنسا حول "الحركى" والٌأقدام السوداء. ونشرت صحيفة "الباريزيان" الفرنسية، موضوع امتحان التاريخ المتعلق بالجزائر، الذي جاء في جزئين، اقترح الموضوع الأول مقطعا من مقال للكاتب الفرنسي "البير كامو"، والذي يتحدث ضمنه عن أحداث مجازر 8 ماي 1945، واعتبرها عجلت باستقلال الجزائر. وجاء في نص ما نقل عن البير كامو: "إن المذابح الوحشية في قالمة وسطيف أثارت استياء عميقًا وساخطًا لدى الفرنسيين في الجزائر. لقد تطور القمع الذي أعقب ذلك بين الشعوب العربية شعوراً بالخوف والعداء. في هذا المناخ، بالشكل الذي يقلل العمل السياسي الثابت والديمقراطي من فرص نجاحه"، فيما جاء السؤال كالأتي: لماذا يعتبر تحليل ألبير كامو للوضع الجزائري عام 1945 كافياً لإنهاء الاستعمار في الجزائر؟". واقترح الجزء الثاني من السؤال، جدولا يتضمن تاريخين مهمين في الفترة الاستعمارية للجزائر، ويتعلق الأمر بتاريخ 1930، و1954، حيث طلب من التلاميذ تحديد الأحداث التاريخية التي وقعت في هذين التاريخين. واستند نص السؤال على نص كتبه السياسي ورئيس بلدية "فولفوك" الفرنسية، محند حمومو، وهو ابن حركي وأحد مؤسسي جمعية الحركى وعضو المجلس الأعلى للإدماج بين 2009 و2012. ويظهر الأمر مدى تمسك إدارة الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون بملف الحركى والأقدام السوداء، وتوظيفه في المنظومة التربوية وتدريس تاريخ الجزائر لتلاميذ المراحل الأولى من المسار الدراسي. وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، قد أبلغ، لدى زيارته للجزائر، في ديسمبر 2017، السلطات الجزائرية رغبته في تمكن عائلات الحركى والأقدام السوداء من زيارة الجزائر مجددا. وأكد ماكرون في مؤتمر صحفي "دعوت السلطات الجزائرية إلى العمل في اتجاه المصالحة التاريخية، ويبدو لي مهما خلال الأشهر القادمة أن نجد السبل لتمكين الرجال والنساء الذين ولدوا في الجزائر والذين يريدون العودة مهما تكن قصتهم العائلية مع هذا البلد، أن يتمكنوا من ذلك واعتقد أننا نحتاج لمصالحة هذه الذاكرة والماضي". ويبدو أن السلطات الفرنسية استقبلت تصريحات الوزير الأول، أحمد أويحيى، بخصوص "الأقدام السوداء"، بإيجاب وفهمت منها تغيرا في موقف الجزائر الذي كان يرفض بشدة عودة الحركى والأقدام السوداء بأي شكل من الأشكال.