نفى وزير الشؤون الدينية والأوقاف، محمد عيسى، ما تم تداوله في مواقع التواصل الاجتماعي بخصوص اعتداء إمام بولاية الشلف على مواطن داخل الحرم المسجدي، مؤكدا أن الأمر يتعلق برفع الأصوات بين الطرفين ما أدى إلى سقوط بعض المصلين خلال تدافعهم، مصرحا: "أئمتنا ليسوا ملاكمين"، كاشفا في نفس الوقت عن مشروع قانون جديد يجرم التعدي على الإمام وأماكن العبادة. قال وزير الشؤون الدينية والأوقاف، في تصريح صحفي، الخميس، على هامش الندوة الوطنية لإطارات قطاع الشؤون الدينية، إنه اطلع شخصيا على تقرير المحضر القضائي بخصوص الحادثة التي وقعت في مسجد بولاية شلف، أثبتت عدم تورط الإمام في ضرب المواطن، مصرحا بأن هذا الأخير لم يغادر محرابه، وهو ما أظهره شريط فيديو متداول بقوة على مواقع التواصل الاجتماعي. وبخصوص هذه القضية، جدد محمد عيسى تأكيده على أن مثل هذه الأحداث التي تقع في المساجد تتكرر يوميا بسبب محاولة بعض الأطراف السيطرة على الجمعيات الدينية لأغراض مجهولة، قائلا: "الإمام الجزائري ليس ملاكما.. ومصالحنا تتابع بدقة ما حصل في ولاية الشلف، وقد تم منح الإمام عطلة وهذا لتهدئة الأوضاع". تقارير دولية تريد توريط الجزائر من جهة أخرى، عرج محمد عيسى على التقارير الصادرة عن منظمات دولية، تنتقد الحرية الدينية في الجزائر، حيث قال: "هذه الأخيرة مغلوطة ولديها نوايا سيئة"، مضيفا أن مصالحه تعمل حاليا بالتنسيق مع وزارة العدل لتعديل القانون المتعلق بالتعدي على الإمام والأماكن الدينية المقدسة، محذرا في نفس الوقت من المغالطات التي تحملها مثل هذه التقارير، وخص بالذكر تقارير كتابة الدولة الأمريكية حول حرية المعتقد في الجزائر. شعار مساجدنا في الرئاسيات عدم الانحياز إلى أي مرشح بالمقابل، طالب وزير الشؤون الدينية والأوقاف، محمد عيسى، أئمة المساجد عبر كافة التراب الوطني، بعدم الخوض في الأمور السياسية، وهذا تحسّبا للاستحقاقات السياسية المقبلة، قائلا: "يجب على منابر المساجد الابتعاد والامتناع وعدم الانحياز في التوجهات السياسية تحسبا للاستحقاقات المقبلة"، مضيفا أن دعوة الجزائريين إلى الانتخاب والتوجه إلى صناديق الاقتراع فعل إيجابي، لكن شرط عدم تسييس المساجد. وفي سياق مغاير، رد وزير الشؤون الدينية والأوقاف على سؤال "الشروق"، بخصوص "مباركة" المجلس الإسلامي الأعلى فتوى صادرة من طرف المرشد الإسلامي الأعلى للثورة الإسلامية الإيرانية آية الله خامينئي، التي تنص على تحريم التعرض للصحابة رضوان الله عليهم، بالقول إن المجلس حر في إصدار فتاوى على اعتبار أنه هيئة دستورية مستقلة، في وقت لم ينف الوزير وجود خلفيات من وراء إصدار مثل هذه الفتوى في هذا الوقت بالذات . الأئمة المنتدبون في باريس أسهموا في محاربة التطرف أما بخصوص الأئمة الذين تم انتدابهم إلى فرنسا، قال محمد عيسى إنه رغم اللغط الذي سبق انتداب الأئمة إلى فرنسا، إلا أن وجودهم هناك كان إيجابيا، ولبى حاجة الأمن القومي هناك، حيث تمت الاستعانة بالأئمة الجزائريين للتحاور مع أفراد عائدين من بؤر التطرف، مذكرا بأن هناك العديد من الدول الأوروبية التي تطلب انتداب أئمة جزائريين إليها، على غرار المجر وإيطاليا وكندا، قائلا: "هناك تقارير إيجابية وردت إلينا من مؤسسات وقنصليات وسفارات أوروبية، استقبلت الأئمة الجزائريين، وثمنت جهودهم في محاربة العنف والتطرف".