طالب وزير الشؤون الدينية والأوقاف، محمد عيسى، الأئمة بعدم الخوض في السياسية فوق المنابر مشدا على ان منابر المساجد يجب أن تبقى بعيدة عن التوجهات السياسية تحسبا للإستحقاقات المقبلة، وكما كشف الوزير عن مشروع تعديل القانون المتعلق بالتعدي على الأئمة والأماكن الدينية المقدسة بالتنسيق بين وزارتي الشؤون الدينية ووزارة العدل. وذلك على خلفية ما شهدته الفترة الماضية من حوادث اعتداء بالضرب ضد الائمة والسطو على أماكن العبادة. وأكد وزير الشؤون الدينية و الأوقاف محمد عيسى ، أول أمس، بالجزائر العاصمة أن القانون التوجيهي للقطاع الذي سيتم إعداده بمشاركة جميع الشركاء سيتضمن عدة بنود لحماية المرجعية الدينية الوطنية المبنية على الوسطية و التسامح والهوية الوطنية. و أوضح عيسى في ندوة صحفية على هامش الندوة الوطنية لإطارات القطاع بان المرجعية الدينية الوطنية سيتم تقنينها في القانون التوجيهي الذي سوف يقدم للحكومة قبل نهاية المخطط الخماسي ، مؤكدا ان مشروع القانون التوجيهي سيتم إعداده بإشراك مختلف الشركاء و الفاعلين. وذكر بأنه تم تقديم عدة اقتراحات لإدخال مواد قانونية لحماية المرجعية الدينية ضد المد الطائفي والحركات النحلية التي بدأت تزحف إلى الجزائر ، مضيفا بان ذلك سيمنح إدارته سندا قانونيا ضد هذا المد الدخيل مذكرا بما جاء به قانون 2006 الذي يدافع عن الجزائريين ضد التنصير وتغيير الدين و شراء الذمة . و أكد أيضا ان هناك توجها عاما لدى الجميع لكي تكون لنا هويتنا و إلا نستلب او نشكك في تدين اجدادنا . وفي سياق آخر حذّر محمد عيسى، من المغالطات التي تضمّنها تقرير كتابة الدولة الأمريكية الأخير حول حرية المعتقد في الجزائر، مؤكدا حرص الجزائر على حفظ حرية المعتقد للجالية غير المسلمة في الجزائر. وهو الحق الذي تمت دسترته في التعديل الأخير يضيف الوزير. الأمن الفرنسي استعان بالأئمة الجزائريين لمحاورة المتطرفين وفي سياق تقييمه لأداء الأئمة الجزائريين الذين تم ايفادهم لتأطير العبادات في شهر رمضان في الخارج، أكد محمد عيسى خلال اشرافه على الندوة التقييمية الثلاثية للإطارات الوزارة اليوم الخميس، على الأصداء الإيجابية التي رصدها جهاز التفتيش الخاص بالوزارة بخصوص أداء الائمة المنتدبين في الخارج، مشيرا إلى أن هناك عديد الدول الأوروبية التي تطلب انتداب أئمة جزائريين اليها على غرار المجر وإيطاليا وكندا. مؤكدا إيجابية التقارير النهائية التي وردته من مؤسسات وقنصليات وسفارات أوروبية، استقبلت الأئمة الجزائريين. أما بخصوص الائمة الذين تم انتدابهم لفرنسا، فقد افاد محمد عيسى في ذات السياق، بأنه رغم اللغط الذي سبق انتداب الائمة الى فرنسا، الا ان تواجدهم هناك كان سلسا ولبى حاجة الأمن القومي هناك، حيث تمت الاستعانة بالائمة الجزائريين للتحاور مع افراد عائدون من بؤر التطرف يؤكد ذات المسؤول . من جهة ثانية، أعلن محمد عيسى ان الوزارة بصدد التنسيق مع وزارة العدل من أجل حماية الإمام و إعطائه حصانة داخل مسجده ، مشيرا إلى وجود إرادة لدى بعض الأطراف للتموقع في الجمعيات الدينية كتلك المعنية بتسيير أمور المساجد. إحالة إمام مسجد الشلف على العطلة وأعلن، وزير الشؤون الدينية والأوقاف عن إحالة لإمام مسجد عمر بن الخطاب ببلدية تاجنة ولاية الشلف، على العطلة بعد الأحداث الأخيرة التي شهدها المسجد. وقال، عيسى إنه أمر الإمام المعني بالذهاب في عطلة، والابتعاد عن مسجده إلى أن تهدأ الأمور، بعد الضجة التي رافقت عملية تنصيب لجنة الخاصة بالمسجد. الوزير عيسى، نفى كل الأخبار المتداولة حول اعتداء الإمام على مواطن داخل المسجد، حيث أكد بأنه شاهد الفيديو ولم يرى الإمام يغادر محرابه، مبرزا أيضا أن المحضر القضائي في تقرير لم يتحدث عن ضرب بل على ارتفاع في الأصوت ما أدى إلى تدافع وسقوط بعض الحاضرين. وفي السياق، انتقد الوزير ما وصفه بالحملة التي شنت ضد الإمام لدرجة وصفه بالملاكم، معلنا بأن مصالح الشؤون الدينية قد احتوت الحادثة، وعقدت جلسة صلح مع كل الأطراف حتى لا يخرج الموضوع عن نطاقه. وتوقع عيسى، بأن هكذا أحداث وتجاذبات سوف تتكر، مرجعا ذلك إلى إرادة بعض الأطراف التموقع في الجمعيات الدينية لأسباب مجهولة.