نظرت، الأربعاء الفارط، محكمة الجنايات الابتدائية بمجلس قضاء وهران، في قضية قتل بشعة راح ضحيتها سائق سيارة كلوندستان، على يد مسبوق قضائيا وصديقه الذي اجتاز، مؤخرا، امتحان شهادة البكالوريا، وهذا بعد ترصدهما الضحية بهدف سرقة مركبته. تعود وقائع القضية إلى تاريخ، 16-09-2015، عندما اتفق المدعو "ي.م"، القاطن بقرية الشهايرية، مع شريكه "ج.ع" الساكن بمنطقة أرزيو، على سرقة سيارة، لتكون وسيلتهما في التنقل إلى الأماكن التي يرغبون في السهر والاستمتاع فيها، وقد كان مقترح هذا الأخير أن تتم عملية السرقة خارج حدود الشهايرية حتى لا يتم التعرف عليهما بسهولة، وهو الرأي الذي أخذا به، لتكون وجهتهما موقف سائقي سيارات النقل بدون رخصة بأرزيو، حيث إنهما وبعد أن احتسيا الخمر، تنقلا إلى المكان المتفق عليه، أين وقع اختيارهما على سيارة من نوع "غريت وال"، وانتظرا دور فريستهما في الطابور، ليتقدما إليه طالبين منه نقلهما إلى الشهايرية بمبلغ 500 دج، وعند وصولهم إلى مكان معزول بالقرب من قرية المناتسية، شرع المتهمان في مرحلة الجد، حيث قام أحدهما بوضع السكين على رقبة الضحية، ثم طعنه في الخصر، بمساعدة الآخر، أمرين إياه بتسليم مفاتيح السيارة، لكنه لم يستسلم، وخرج من سيارته طالبا النجدة، حاملا معه المفاتيح، وفي تلك الأثناء مرت سيارة على الطريق وعلى متنها زوجين، كان قد عاينا باقي أطوار الواقعة، وأدليا بشهادتهما أمام مصالح الدرك الوطني، حيث صرحت الزوجة بمشاهدتها المدعو "ي.م" الذي تعرفت عليه خلال المواجهة، وهو يقوم بتوجيه عدة طعنات للضحية، ثم حمله من ثيابه وأسقطه أرضا، قبل أن يسلبه المفاتيح ويفر رفقة صديقه بسيارة الضحية، كما يشير ملف القضية إلى أن المتهمين، وبعد سيرهما على مسافة 3 كلم تقريبا، انقلبت بهما المركبة عند أحد منعرجات مدخل الشهايرية، وبعد أن تم تحريرهما من السيارة التي تحطمت عن كاملها من طرف منقذين، قاما بالهروب سيرا على الأقدام والتوجه نحو منزل "ي.م"، وبعدها بفترة بسيطة، تم توقيف هذا الأخير، ثم شريكه الذي ألقي القبض عليه بمسكنه في أرزيو. المتهمان، خلال المحاكمة حاولا تبرير سبب لجوئهما لقتل الضحية، بزعم أن ذلك لم يكن ضمن الخطة، وأن الأخير تشاجر معهما عندما رفض بشدة شربهما الخمر على متن سيارته، لكن حملهما السلاح الأبيض كان دليلا على وجود القصد الجنائي في القضية، وتخطيطهما منذ البداية على ارتكاب السرقة باستعمال العنف، وكذلك تطابق تصريحات الشهود، مثلما حاول المتهم الرئيسي التراجع عن بعض الاعترافات التي صرح بها خلال التحقيق، مشيرا أن شريكه هو من وجه الطعنة الأولى إلى الضحية، فيما اعتبر الأخير نفسه أنه لم يكن واعيا بما حدث تحت تأثير السكر، وكذلك تظاهر الجاني الأول بأنه مجنون، قبل أن يثبت الفحص الطبي الثالث الذي أخضع له سلامة صحته العقلية، لتلتمس النيابة العامة في حقهما عقوبة الإعدام، وهي الإدانة التي نطقت بها المحكمة في حق المدعو "ي.م"، بينما قضت بالسجن المؤبد لمترشح البكالوريا "ج.ع".