بأناقتها البوهيمية التي توحي بالتمرد، ورشاقتها التي تخطف الأضواء من عارضات الأزياء، تستحوذ البلوغر واليوتيوبر نهلة على حصة مهمة من المتابعات فاقت المائة ألف على موقع انستغرام لوحده، وعن سر هذا التألق دردشت "الشروق العربي" مع نهلة، ونقلت لكم هذا الحوار. نهلة، من دراسة الهندسة المدنية والشهادات العليا، إلى العمل على مشاريع في مجال الواب والسمعي البصري، مرورا بالتدوين الإلكتروني على عدة مواقع، اليوتيوب، انستغرام، فايسبوك.. كيف تلخصين التجربة؟ استعمال الانترنت كان ممنوعا علي في طفولتي، باستثناء الدراسة إلى حين دخولي الجامعة، أين أهداني والداي حاسوبا شخصيا، اكتشفت بفضله عالم اليوتوب بما فيه من جمال وموضة، غصت فيه وأنا اتابع فتيات من سني، ينشرن فيديوهات من منازلهن الشخصية ويشاركن بمقتنياتهن وأغراضهن، تعجبت في البداية كيف يمكن بلمسة واحدة أن يؤثرن ويوصلن أصواتهن إلى العالم، وكوني أعشق المغامرة، لم أفكر كثيرا قبل تصوير أول فيديو خاص بي، ورغم أن والدي كانا صارمين، ظل أبي يشاهد بتمعن وأنا أعرضه عليهما، أواخر عام 2014. تتسمين بالجرأة الكبيرة في استعمال بعض الاكسيسوارات، حتى أنك جربت اكسيسوارا على أسنانك الأمامية مؤخرا، هل هذا نابع من شخصيتك الجريئة، أم تعتقدين أن كونك مدونة يبيح لك فعل هذا؟ نعم، كوني بطبعي مغامرة وجد فضولية، لم أكبح نفسي عن تجربة ذلك الإكسسوار، وكوني مدونة ليس هو ما يبيح لي فعل هذا، بل يتيح لي فرصة مشاركة تجاربي مع المتابعين لا أكثر، لشخصيتي الفضولية والمغامرة الدور الأكبر في تحريك جرأتي. أما اكسيسوار الأسنان، وباللون الأسود الذي قمت بوضعه، فلم يكن سوى مجرد تجربة قد أعود إليه كما من الممكن أن أذهب نحو تجربة أو مغامرة مظهر أخرى. هل تنصحين الفتيات بالجرأة وتجربة الموضة الجديدة التي تستهويهن؟ أقول دوما أني لست حاضرة على مواقع التواصل كمدونة، لحث الفتيات على خوض نفس تجاربي الشخصية، عليهن اكتشاف وتجربة ما يستهويهن شخصيا، سواءً بخصوص المظهر وفي كل مجالات الحياة الأخرى، نحن نعيش الحياة مرة واحدة. تركت عملي كمهندسة في شركة أجنبية من أجل عمل أقوم به اليوم بكل شغف، فعندما تحب فتاة ما تقبل على فعله، فإنها ستسعى دائما لأن تكون الأفضل، دون محاولة إرضاء الجميع، ف"إرضاء الناس غاية لا تدرك". ظهورك على مواقع التواصل الاجتماعي عفوي جدا، تتصرفين بشفافية، وتتحدثين دون حواجز عكس الكثير من المدونات، من أين اكتسبت هذه العفوية؟ وهل جلبت لك انتقادات سلبية من قبل المتابعات؟ خلال كل هذه السنوات من التدوين الإلكتروني، اكتشفت نفسي وطورت ما أسميته بمناعة ضد آراء الناس . رجعت إلى السبب الأول وراء دخولي عالم التدوين. فتاة تشارك تجاربها على قناتها الخاصة دون قيود، لذلك أتحدث اليوم بهذه العفوية والثقة في النفس، فأنا لا أحاول بلوغ المثالية التي تسعى إليها بعض المدونات للتأثير، ولطالما كنت ممنونة حتى على الآراء السلبية والقاسية، فبفضلها أصبحت أقوى. نهلة من الولجين الجدد للقفص الذهبي، كيف توفقين بين مسؤولياتك كزوجة والتزاماتك بالتنقل وحضور الملتقيات كمدونة؟ زوجي أكثر من يدعم مسيرتي في التدوين، لذلك جعلت منه مدير أعمالي، في الوقت ذاته يلعب دور ضميري المهني، لأنه يعرف مدى أهمية عملي بالنسبة لي. زواجنا ليس بالزواج التقليدي، أين على المرأة أن تضحي من أجل أشغال البيت مثلا. ماذا عن علاقة نهلة بالطبخ؟ وما هي الأطباق التي تفضلينها؟ أعشق الطبخ، وحقا أطبخ جيدا كل الأطباق الجزائرية العصرية منها والتقليدية، فأنا البنت الوحيدة لأم من الشرق الجزائري، وأنا ابنة مدينة مليانة. أطباقي المفضلة هي الحريرة، الكسكس، طاجين الزيتون.. شكلت أنت وزوجك ثنائيا جديدا في عالم التدوين الإلكتروني، بعد هذه الخطوة، هل واجهت تدخل المتابعات في حياتك الخاصة، أقصد الزوجية؟ نعم ،أنا ونبيل زوجي نحاول إدخال فكر جديد في المجتمع بمشاركة طريقة عيشنا ووجهة نظرنا للزواج، أما الانتقادات فحاضرة أكيد، وقد اعتدنا عليها.