إندونيسيا وجهة سياحية بامتياز ولكنها مجهولة للجزائريين، فهم يتوجهون إلى الأسواق التقليدية، لماذا؟ أليس هنالك تقصير من جانبكم؟ هنالك أمران، يحكمان الترويج للوجهات السياحية الإندونيسية، وهنالك بعض العوائق على سبيل المثال فبلدنا أخذ استقلاله مؤخرا عام 1945 فقط، والجزائر استقلت سنة 1962، رغم وجود علاقات بين البلدين، ونظرا إلى أن البلدين أخذا الاستقلال مؤخرا وهما يبحثان عن تنمية الاقتصاد، وربما الوجهة التي يفضلانها هي الدول المتقدمة وهذا لتسريع وتيرة النمو، نحن لدينا أسواق تقليدية لتسريع وتيرة النمو، في أوروبا وأمريكا، والجزائر خاصة لديها سبب آخر هو السبب الجغرافي، فهي قريبة من أوروبا، فمن المعقول جدا أن الجهة السياحية الأولى هي أوروبا، والهدف الآخر هو تنمية وتيرة النمو في البلد. وهنالك سبب آخر يعيق، هو بعد المسافة، فالتوجه إلى جاكرتا يتطلب 15 ساعة من السفر، من جانبنا الترويج للسياحة موجود وهنالك جهود كبيرة ولكن هنالك عوائق نسعى لتجاوزها، وحينما تكون زيارات متبادلة أعتقد أن المسافة لن تصبح عائقا. جرى حديث في الفترة الماضية عن رفض دخول المنتجات الفلاحية الجزائرية إلى بعض الدول، هل يضع بلدكم الثقة في المنتج الجزائري خاصة التمور؟ 87 % من الشعب الإندونيسي مسلم، وفي إندونيسيا الطلب على التمور كبير جدا، ليس من طرف المسلمين فقط، وفي ما يخص التمور الجزائرية الطلب عليها مترفع ونظرا إلى عدم وجود اتفاق حول السلع التفضيلية بين البلدين "السلع التجارية المفضلة للتبادل" فإن التمور الجزائرية لم تدخل بقوة الأسواق الإندونيسية، والتمور والسلع الفلاحية التي تدخل إلينا من السعودية، ولكن هنالك عمل جبار يقوم به الطرفان من أجل الإمضاء، ونظرا إلى عدم وجود بروتوكول فإن السلع الجزائرية لما تدخل إلينا تكون بأسعار غير تنافسية، وهنالك عمل يقوم به الطرفان من أجل الإمضاء على الاتفاق والصيغة التفاضلية والعمل جار منذ عام 2008، والملف موجود على الطاولة الجزائرية ونأمل أنه في هذه السنة أو السنة المقبلة يوقع عليه، وهذا في إطار لجنة مشتركة جزائرية إندونيسية. يجب التنبيه كذلك إلى أنه رغم أن أسعار التمور الجزائرية غير تنافسية، ولكن هنالك طلب كبير عليها، فلو أن 1 بالمائة فقط من سكان إندونيسيا يرغبون في التمور الجزائرية فإن ذلك يعني بلغة الأرقام مليوني مواطن إندونيسي، وأنا متأكدة من أن 10 بالمائة من السكان يرغبون في التمور الجزائرية. زيارة قريبة لرجال أعمال جزائريين إلى إندونيسيا، ماذا ستحقق الزيارة؟ الزيارة لوفد الغرفة الجزائرية للتجارة والصناعة، ستمكن رجال الأعمال من مشاهدة بلدنا مباشرة، والنظر يعطيك الإيمان بالقضية أفضل من أن تسمع، وسيشهدون الديناميكية التي يعرفها البلد على عدة أصعدة، وسيكون رجال الأعمال مثل سفراء بلدهم في إندونيسيا، هذه الزيارة ستعطي أكثر دفع للتعاون الاقتصادي، وسيكون أكثر قوة وصلابة في المستقبل، وكما هو معلوم، فإن الترويج للاقتصاد وبحسب البنك العالمي فكل دولار واحد يستغل في الترويج سيكون عائده 87 دولارا، وفي هذه الزيارة ليس هنالك خاسر أبدا، وسيمضى على صفقات.