رافع مشاركون في لقاء اقتصادي جزائري-اندونيسي يوم السبت بمدينة بسكرة (425 كلم جنوب شرق الجزائر) في اتجاه دعم التعاون الاقتصادي بين البلدين لاسيما بعث فرص شراكة متعددة وترقية التبادلات التجارية في الآفاق المستقبلية. وبالمناسبة تم التأكيد من طرف عديد المتدخلين من ضمنهم رئيس غرفة التجارة والصناعة "الزيبان" عبد المجيد خبزي على إمكانية تجسيد جسور للشراكة بين متعاملين اقتصاديين وطنيين ونظرائهم في جمهورية اندونيسيا في شتى القطاعات على غرار الفلاحة والصناعة والسياحة والصناعة الغذائية. من جهتها اعتبرت سفيرة اندونيسيابالجزائر سفيرة مشريساح أن البلدين اللذين تربطهما علاقات أخوية وتاريخية توجد بينهما مجالات خصبة لتعزيز التعاون والاستثمار في عديد القطاعات كالسياحة والفلاحة والثقافة وغير ذلك مشيرة أن مهمتها بالجزائر تضع ضمن أولياتها ترقية إلى أعلى مستوى الجانب الاقتصادي. "ويعد الرصيد التاريخي المتأصل بين الجزائرواندونيسيا والحرص على تطوير المنظومة الاقتصادية الوطنية ودعم الاقتصاد الوطني في كنف الحفاظ على السيادة الوطنية والبحث عن أسواق جديدة باتجاه قارة آسيا بمثابة قيمة مضافة لتعزيز التعاون بين الدولتين" مثلما أبرزه من جانبه رئيس المجموعة البرلمانية للصداقة الجزائرية-الاندونيسية عبد الرحمان بن فرحات. ومكنت العروض التي تم تقديمها من طرف ممثلي إدارات وهيئات مختصة جزائرية وأعضاء من الوفد الديبلوماسي الاندونيسي حول المؤهلات الاقتصادية ومناخ الاستثمار بالبلدين من إبراز القدرات الهائلة لكل دولة وإمكانية تواجد حزمة من السلع والخدمات واستقطاب مستثمرين في الاتجاهين. ولكن ما يزال حجم التبادل التجاري محتشما بين البلدين ذلك أنه بلغة الأرقام بلغت قيمة الصادرات نحو اندونيسيا سنة 2015 نحو 335 مليون دولار أمريكي متمثلة عموما في مواد غذائية وتجهيزات صناعية وفلاحية. في مقابل ذلك فإن الواردات في نفس الفترة وصلت 220 مليون دولار أمريكي متمثلة في محروقات ومواد غذائية حسب معطيات قدمها إطار من إدارة الجمارك الجزائرية. وشدد المشاركون في مقارباتهم أثناء المناقشة التي تم ضبطها في صيغة توصيات على أهمية استحداث مجلس الأعمال الجزائري-الاندونيسي وتبادل الخبرات بين المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في كلا البلدين وتذليل العوائق البيروقراطية في الموانئ الاندونيسية واستحداث رواق أخضر للسلع الجزائرية والعمل على جعل الجزائر بوابة للأندونيسيين نحو قارتي إفريقيا وأوروبا وفي مقابل ذلك تكون اندونيسيا بوابة للجزائريين نحو قارة آسيا. وعلى هامش اللقاء كشفت السفيرة في ندوة صحفية أن رئيس جمهورية اندونيسيا من المرتقب أن يقوم بزيارة للجزائر قبل أو بعد رمضان مشيرة من جهة أخرى أن اللجنة المشتركة الجزائرية-الاندونيسية من شأنها تذليل الصعوبات المعترضة بما في ذلك مسألة منح التأشيرة للمتعاملين الاقتصاديين في الاتجاهين بين اندونيسياوالجزائر. كما ذكرت أنه رغم عائق اللغة وتباعد المسافات فإن وسائل الاعلام يمكن أن تلعب دورا إيجابيا في التقارب بين الشعبين وتنوير المتعاملين الاقتصاديين بالبلدين بمختلف فرص الشراكة المتاحة التي هي واعدة في نهاية المطاف. للإشارة فإن هذا اللقاء الذي احتضنته المدرسة الجهوية للرياضات الأولمبية بعاصمة الزيبان نظمته غرفة التجارة والصناعة "الزيبان" بالتعاون مع جمعية الصداقة الجزائرية-الاندونيسية.