اهتزت ليلة الخميس، مدينة تبسة على وقع العثور على الطالب، عبد الرزاق طوالبية مشنوقا، بجذع شجرة، بالجبل المحاذي للمدينة والمعروف باسم جبل كوفبوي، وقد تم نقل جثة الضحية، من طرف عناصر الحماية المدنية، وبحضور وكيل الجمهورية، إلى مصلحة حفظ الجثث، بمستشفى عالية صالح بتبسة، أين أمر وكيل الجمهورية، بفتح تحقيق لمعرفة ملابسات القضية الغريبة، في ظل تضارب الأخبار بين عملية الانتحار، وجريمة قتل لأسباب تبقى غامضة. فحسب مصادر من محيط الطالب، المقيم بحي الزهور، والبالغ من العمر 17 سنة، فإنه خرج بعد العصر، من منزله في ظروف عادية جدا، ولم يظهر عليه أي أمر غير طبيعي، فيما أفادت مصادر من محيطه بأنه كان يعيش ثورة مراهقة داخلية، وهي التي تجلت حتى في آخر كتاباته على صفحة الفايس بوك، منها (بلاصتي ما يدوهاش.. أنا نسمح فيها)، وقوله، (وإن عادوا سنبتسم لهم) وكذلك قوله (جاء النهار والطير اللي ربيتو طار) و(أيها الحظ كن صديقي ولو ليوم واحد) التي خطها قبل ساعات من الحادثة، وغيرها من الكتابات التي كان يبدع فيها الطالب وتجلب العديد من المعجبين، ويتفاعل معها كثيرون، خاصة وانه بشهادة الجميع، كان خفيف الظل، مرحا، محبوبا في محيطه ، حتى أن الكثيرين يصرون على مصاحبته إلى المقاهي والنوادي لما يتمتع به من نكتة ودعابة. وبمجرد انتشار خبر الوفاة، تنقل مئات المواطنين من الأهل والأقارب، وأصدقاء الطالب إلى المستشفى الذي لم تتسع ساحته للوافدين، بقوا في ذهول، خاصة وان الكثير شاهدوه قبل ساعة من الحادثة، في صحة جيدة وهو يتحدث ويبتسم، لكن وفي لحظة لم تتجاوز الدقائق وهي الحلقة المفرغة التي ستكون محل تحقيق، غاب عبد الرزاق، حينما كان يسير على الطريق المحاذي إلى الغابة، وقد قيل انه في تلك الأثناء كان يتواصل مع أحد المقربين، وكان موضوع المحادثة "الموت" لتنقطع عملية التواصل وتكتشف الكارثة، حيث هرع الجميع إلى الغابة، أين عثر عليه معلقا بحبل في جذع شجرة، ولهول الحادثة هناك من فقد أعصابه ولم يصدق أن يجدوا مراهقا ما زال قاصرا مشنوقا وتكون نهايته بهذا الشكل، وقد شكلت حادثة وفاته الاهتمام الكبير لدى صفحات التواصل الاجتماعي، حيث أعلن كل من عرفه الحداد.