يسارع الاتحاد الجزائري لكرة القدم (الفاف) الزمن قصد الانتهاء من قضية استقدام مدرب جديد للمنتخب الوطني خلفا لرابح ماجر الذي أعفي من مهامه يوم 24 جوان الماضي. وفي ظل تعثر المفاوضات مع بعض المدربين الذين كانوا مستهدفين للإشراف على زملاء رياض محرز في الفترة المقبلة، لأسباب مختلفة، لجأت الفاف إلى وجهة جديدة، حيث علمنا بأن مسؤولي الاتحادية ربطوا اتصالات مع المدرب البوسني- السويسري فلاديمير بيتكوفيتش، كما وضعوا اسم المدرب الفرانكو-ألماني جيرنو روهر مدرب نيجيريا كخيار أخر في حال فشل المفاوضات مع بيتكوفيتش الذي يحمل ثلاث جنسيات هي السويسرية والبوسنية والكرواتية، ويملك جيرنو روهر خبرة طويلة في التدريب بإفريقيا، فضلا عن نجاحه مع منتخب نيجيريا الذي قاده إلى مونديال روسيا 2018، وإضافة إلى ذلك فإن أجرته الشهرية تتجاوز بقليل 40 ألف يورو ما يجعل التعاقد معه أمرا سهلا مقارنة بمدربين أخرين. وأعجب مسؤولو الفاف بهذا المدرب، خاصة وأنه يستوفي كل الشروط التي يبحثون عنها، ورغم افتقاده لتجربة اللعب في إفريقيا وأدغالها، إلا أن بيتكوفيتش يتمتع بخبرة تدريب طويلة تمتد على مدار 19 سنة، فضلا عن أنه يتقن الحديث بست لغات منها الانجليزية، الألمانية والفرنسية، ما حمّس مسؤولي الفاف على وضعه ضمن مخططاتهم. وأظهر البوسني فلاديمير بيتكوفيتش شخصية قوية، وذلك بعدما نجح في قيادة منتخب سويسرا إلى الدور الثاني من كأس أمم أوروبا 2016 بفرنسا، وذلك باحتلال المركز الثاني في ترتيب المجموعة الأولى، فضلا عن تألقه في مونديال روسيا 2018 مع منتخب سويسرا والذي قاده إلى الدور الثاني. وبالعودة إلى فترة "يورو2016" فإن بيتكوفيتش كان ضمن قائمة المدربين الذين استهدفهم الرئيس السابق للفاف محمد روراوة قصد خلافة الفرنسي كريستيان غوركوف الذي غادر الخضر نهاية شهر مارس من عام 2016، قبل أن تتعاقد الفاف مع الصربي ميلوفان رايفاتس في شهر جوان من نفس العام. وبالنظر إلى المعايير التي أخذتها الفاف بعين الاعتبار لاختيار المدرب المناسب للإشراف على الخضر في الفترة المقبلة مثل عامل اللغة والشخصية القوية والدهاء التكتيكي، فإن التنافس حول تدريب رفقاء رياض محرز في الفترة المقبلة قد ينحصر بين الثنائي بيتكوفيتش وجيرنو روهر مع أفضلية للأول. مشوار رائع لبيتكوفيتش مع سويسرا في مونديال روسيا وأدى منتخب سويسرا تحت قيادة بيتكوفيتش مشوارا رائعا في مونديال روسيا، حيث تأهل إلى الدور الثاني من المسابقة، بعد حصده 5 نقاط في 3 مباريات، إذ فرض التعادل على نجوم منتخب البرازيل 1/1، قبل أن يهزم صربيا 2/1 ثم تعادل مع كوستاريكا 2/2 في ختام الدور الأول، واللافت أن سويسرا عادت مرتين في المباراتين الأوليين، بعد أن كانت متخلفة بهدف، ما يؤكد التفوّق التكتيكي والرزانة والهدوء الذي يملكهم مدرب سويسرا، ما جعله يخطف الأنظار خلال المونديال، وبالرغم من خروج سويسرا من الدور الثاني بعد هزيمتها أمام السويد بهدف لصفر، إلا أن الاتحاد السويسري قام بتمديد عقد مدربه إلى غاية العام 2020، وسط انتقادات لاذعة في سويسرا للإقصاء المبكر من مونديال روسيا، حيث اعتبرت وسائل إعلام سويسرية بأن منتخب بلادهم كان يملك كل مقومات اجتياز عقبة الدور الثاني، فضلا عن استيائه من الطريقة التي تعاطى بها بيتكوفيتش مع الإقصاء، حيث قاطع وسائل الإعلام ولم يشرح أسباب الفشل في الذهاب إلى دور متقدم من المنافسة، ويمثل تمديد عقد بيتكوفيتش مع سويسرا عقبة أمام الفاف، التي اصطدمت مؤخرا بنسف المشكل مع هيرفي رونار والبرتغالي كارلوس كيروش المرتبطين مع المعرب وإيران على التوالي، لكنها تسعى جاهدة لإقناع بيتكوفيتش بالقدوم إلى الجزائر، وتلعب ورقة المال لأجل تحقيق ذلك، حيث يتقاضى بيتكوفيتش حاليا 40 ألف يورو شهريا، وتعتزم الفاف رفع أجرته إلى حدود ال100 ألف يورو قصد استمالته. سيرة ذاتية ثرية ولد فلايديمير بيتكوفيتش الذي يبلغ من العمر 55 سنة بمدينة سراييفو البوسنية، ولعب لثلاثة أندية هناك، قبل أن يتنقل إلى سويسرا للاحتراف، حيث لعب بداية ما بين 1987 و1999 مع 6 أندية، أبرزها يانغ بويز وسيون، قبل أن يبدأ مشواره التدريبي، حيث درب أربع سويسرية أبرزها فريقيه السابقين يونغ بويز وسيون، ثم سامسون سبور التركي، وبعدها نادي لازيو الايطالي الذي نال معه كأس إيطاليا والسوبر الايطالي عام 2013، قبل أن يشرف على تدريب سويسرا بداية من العام 2014، حيث قادها للتأهل إلى كأس أمم أوروبا 2016 بفرنسا، وبلغ الدور الثاني في المسابقة، قبل أن يقود مجددا سويسرا إلى مونديال روسيا 2018، بعدما حقق نتائج خارقة، حيث فاز في 9 مباريات وانهزم في واحدة فقط، قبل أن يخطف بطاقة روسيا من ايرلندا الشمالية في الملحق الأوروبي.