أضحى المدرب البرتغالي كارلوس كيروش أولوية الاتحاد الجزائري لكرة القدم (الفاف)، قصد الإشراف على المنتخب الوطني الأول وخلافة الدولي السابق رابح ماجر الذي أعفي من مهامه رفقة طاقمه يوم 24 جوان الماضي. وإذا كانت الفاف لم تضمن إلى حد الآن بشكل نهائي خدمات هذا المدرب فقد وضعت في الحسبان بدائل أخرى في مقدمتها البلجيكي مارك ويلموتس الذي يعد الخيار الثاني، بينما يبرز اسم المدرب البلجيكي الآخر هوغو بروس والفرانكو ألماني جيرنوت روهر والسويسري فلاديمير بيتكوفيتش كخيارات ثانوية، بعدما ضاعت صفقات كل من هيرفي رونار ووحيد خاليلوزيتش وحتى الهولندي بيرت فان مارفيك الذي تم تداول اسمه مؤخرا، حيث التحق أمس وبشكل رسمي بنادي أيندوفن الهولندي حيث يشغل منصب مدرب مساعد لصهره مارك فان بومل الدولي الهولندي السابق. وفرض رئيس الفاف خير الدين زطشي مزيدا من الضغط على نفسه بسبب ملف المدرب الجديد للمنتخب الوطني، حيث تحول هذا الأمر إلى "لغز حقيقي" أو سرّ من الأسرار الخطيرة، بسبب التكتم والسرية التامة اللذين أحاط بهما زطشي عملية المفاوضات مع المدرب الجديد، والتي جعلت وسائل الإعلام وحتى الجماهير تعيش فترة طويلة من الترقب والإثارة وتتحين أي فرصة لأجل الحصول على معلومات تخص هذا الموضوع، في ظل ترويج الفاف ووزير الشباب والرياضة محمد حطاب لضرورة التعاقد مع "مدرب كبير" يناسب مستوى لاعبي المنتخب الوطني وطموحات الجماهير المتعطشة لعودة قوية لرفقاء رياض محرز، وفي هذا السياق زاد الوزير من الضغط المفروض على زطشي، حيث صرح مرارا في الفترة الأخيرة بضرورة التعاقد مع "مدرب كبير"، مبديا استياءه من الطريقة التي تسير بها الفاف برئاسة خير الدين زطشي هذا الملف. رغم السرية التي يحيط بها رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم خير الدين زطشي ملف المدرب الجديد، إلا أن "الشروق" سبق لها أن كشفت يوم الأربعاء الماضي بأن رئيس الفاف يركز اهتمامه حاليا على التفاوض مع البرتغالي كارلوس كيروش الذي انتهى عقده مع المنتخب الإيراني بنهاية مونديال روسيا 2018، وسط تضارب في الأنباء عن استمراره مع ايران من عدمه، وبالمقابل، فإن حديث زطشي عن أن المدرب المستهدف شارك في مونديال روسيا الأخير ويتواجد في عطلة حاليا، أكد مجددا بأن الأمر يتعلق بالمدرب كيروش الذي يبحث عن خوض تحد جديد ومقابل مادي أكبر من 160 ألف يورو الذي يتلقاه شهريا من الاتحاد الإيراني. في ظل تقلص خيارات الفاف، كون كل المدربين الموندياليين الذين استهدفتهم الفاف لا يزالوا متعاقدين مع المنتخبات التي كانوا يشرفون عليها في المحفل الكروي العالمي، على غرار مدرب نيجيريا جيرنوت روهر الذي يعد أحد الخيارات الثانوية للفاف، إضافة إلى البلجيكي هوغو بروس الذي يتواجد دون وظيفة، شأنه شأن مواطنه مارك ويلموتس الذي يعد الخيار الثاني للفاف في حالة فشل المفاوضات مع كيروش، حيث يتواجد هو الآخر دون وظيفة بعدما أقيل من منصبه نهاية العام الماضي من تدريب كوت ديفوار إثر الفشل في التأهل إلى مونديال روسيا، ويمثل ويلموتس خيارا جيدا كونه يتمتع بكل المواصفات التي وضعتها الفاف ومنها إتقانه اللغة الفرنسية وامتلاكه خبرة تدريب المنتخبات (درب بلجيكا ووصل بها إلى قمة التصنيف العالمي للفيفا وقادها إلى ربع نهائي مونديال البرازيل 2014)، فضلا عن امتلاكه خبرة بسيطة في إفريقيا من خلال تدريبه كوت ديفوار في 6 مباريات خلال تصفيات مونديال 2018، وكان ويلموتس قبلها ضمن اهتمامات الرئيس السابق للفاف محمد روراوة الذي كان ينوي التعاقد معه في خريف العام الماضي بعد إعفاء الصربي ميلوفان رايفاتس من منصبه، قبل أن تسقط الصفقة في الماء لأسباب مالية وإدارية. زطشي تحت الضغط ويواصل تمديد الغموض بشأن هوية المدرب الجديد ومدد رئيس الفاف حالة "الترقب والإثارة" بشأن هوية المدرب الذي سيقود "الخضر" مستقبلا، حيث رفض الكشف عن اسمه أو جنسيته، بعد نهاية اجتماع المكتب الفدرالي للفاف مساء الإثنين والذي دام 10 ساعات كاملة، واكتفى زطشي خلال تصريحاته لوسائل الإعلام بعد نهاية الاجتماع بتلميحات فقط عن المفاوضات التي تجمع الفاف بأحد المدربين، وقال زطشي: "نسعى لإنهاء ملف المدرب الجديد في أقرب وقت، ونأمل أن نتفق معه سريعا، كي يقود المنتخب في تصفيات كأس أمم أفريقيا 2019، وبعدها تصفيات مونديال 2022 في قطر"، مضيفا: "لا يمكننا الإعلان عن اسم المدرب، لأننا لم نكمل المفاوضات بعد، خاصة فيما يتعلق بالجانب المالي للعقد". وتابع: "أغلب المدربين الذين كنا نستهدفهم شاركوا في مونديال روسيا، ثم ذهبوا في إجازة، وطلبوا منا التريث حتى نهاية إجازاتهم وهذا من حقهم، ونحن احترمنا رغبتهم.. نحن الآن في اتصال دائم مع المدرب الذي نراهن عليه، ونحاول إنهاء الأمور بسرعة، ونتمنى أن نتمكن من ذلك خلال الأيام القليلة المقبلة". وأضاف: "هذا المدرب متحمس كثيرا لتدريب الجزائر، ويعرف المنتخب جيدا، وهو على دراية بأننا نملك لاعبين ذوي قدرات ومهارات عالية، ما يسمح له بالذهاب بعيدا في الاستحقاقات التي تنتظرنا، لكن هناك بعض التفاصيل التي نحن بصدد إتمامها، خاصة من الناحية المالية". وبشأن العقد المقترح على المدرب، قال زطشي: "نحن نريد توقيع عقد متوسط المدى، عقد يحفظ مصلحتنا ومصلحة كل الأطراف، ويجب أن نأخذ الوقت اللازم لذلك"، وبالمقابل رفض رئيس الفاف التعليق على تصريحات وزير الشباب والرياضة وقال بنبرة انفعال واضحة: "لم أسمع تصريحات الوزير، ولا يمكنني أن أعلق في كل مرة على كل ما يقال، لقد أجبت عن الأسئلة المتعلقة بالمدرب الذي نعتزم التعاقد معه، ولا أريد تكرار نفس الكلام في كل مرة، لن أخضع للضغط ولن أكشف عن اسم المدرب، الذي نتفاوض معه كي أرضيكم.. لم يتبق الكثير، وسنعلن عن اسم المدرب ريثما ننهي المفاوضات معه".