التمست النيابة العامة لدى محكمة الجنح الابتدائية بوهران، الإثنين، خلال مرافعتها في قضية التعدي على موظفين أثناء تأدية مهامهم، والإخلال بالنظام العام، والتي جرت وقائعها، مؤخرا، بمستشفى الفاتح نوفمبر بإيسطو، تسليط عقوبة 18 شهرا حبسا نافذا في حق المتهمين. وطبقا لما دار في جلسة المحاكمة، فإن قضية الحال كان أول فصل فيها قد بدأ بمشهد عادي، كثيرا ما يتكرر يوميا في مستشفياتنا العمومية، وانتهت بحالة فوضى أثارتها بالأساس المزايدات في الكلام، والعبارات الاستفزازية التي أخرجت الوضع عن السيطرة، حيث أنه قبل حوالي شهرين، اتجه المتهمان إلى مستشفى إيسطو بنية عيادة قريبة أحدهما التي كانت تعد أيامها الأخيرة على فراش المرض فيه، وبحكم أن اختيارهما للموعد كان خارج الأوقات الرسمية للزيارة المخصصة للمرضى، فقد منع أعوان الأمن بالمصلحة التي كانت ترقد فيها تلك المريضة دخولهما إليها، الأمر الذي لم يرق لهما، قبل أن تحاول سيدة كانت واقفة أمامهما عند مدخل المصلحة، فعل نفس الشيء، لكنها لاقت هي الأخرى نفس الرد، قبل أن تدخل في ملاسنات مع أحد الحراس الذي صرح المتهمان بأنه تهكم عليها في اللفظ، وقام بشتمها بعبارات غير لائقة، الأمر الذي انتفض له الاثنان بسرعة، وحركهما للرد على عون الأمن الذي مس كرامة تلك السيدة، وتسبب في إهانتها أمامهما، ليتطور الوضع بعدها بلحظات إلى شجار عنيف، وحالة فوضى عارمة اختلط فيها الحابل بالنابل داخل المؤسسة الاستشفائية، حيث راح البعض يحملون عصيا وقضبانا حديدية انتزعوها من كراسي قاموا بتحطيمها، وتحويلها إلى وسائل للضرب المتبادل، وكان أعوان الأمن الأربعة الذين مثلوا أمام القضاء بصفتهم ضحايا، قد استعانوا بشهادات طبية تثبت درجة العجز الذي سببه الشجار المذكور لكل واحد منهم، فيما صرح المتهمان أن أحد أولئك الحراس، هو من بدأ بالاعتداء، وأن ما قاما به كان دفاعا عن نفسيهما، لاسيما بعد أن شاهد أحدهما الدماء تنزف من رأسه.