تشهد وهران مع حلول شهر رمضان ارتفاعا محسوسا في عدد قضايا العنف بمختلف أنواعه سواء تعلق بالعنف الأسري والزوجيأو العنف خارج محيط الأسرة حيث تكون الفضاءات والساحات العمومية والأسواق مسرحا له. وحسب المتتبعين لأحوال الناس في شهر الصيام فإن أغلب الأوقات التي تحدث فيها الاعتداءات والشجارات تكون في الفترة الصباحية خاصة عند منتصف النهار، إلى جانب فترة الزوال وبالضبط قبيل موعد الإفطار حيث يتوتر العديد من المواطنين وتثور ثائرتهم لأتفه الأسباب لتصل عاقبة ونتائج غضبهم وتصرفاتهم إلى ما لا يحمد عقباه. ولعل الأسواق الشعبية هي أكثر المناطق التي تشهد مشاجرات عنيفة كثيرا ما تبدأ بملاسنات ومناوشات لتتطور إلى الاعتداءات والضرب واستعمال الأسلحة البيضاء وآلات حادة وتعد أسواق المدنية الجديدة و الحمري و إيسطو فضاءات التي لا تخلوا من الاعتداءات يوميا ، حيث تتحدث أوساط عليمة بأوضاع الأسواق أن هذه الأخيرة تسجل يوميا ما معدله إلى5 إلى 7 ملاسنات صنفت بالعنيفة تتطور 2 إلى 3 منها وتنتهي بالاعتداءات والضرب المفضي إلى جروح متفاوتة الخطورة تستدعي تتدخل مصالح الأمن لفك النزاع وتحويل الضحايا إلى مصالح الاستعجالات بمستشفى بن زرجب وكذا المؤسسة الاستشفائية أول نوفمبر بإيسطو حسب قرب موقع الحادث. وتتحدث ذات الأوساط أن المصالح الاستشفائية تستقبل يوميا ما معدله 6 ضحايا اعتداءات ومناوشات منها حالتين إلى ثلاث كانت الأسواق الشعبية مسرحا لها سواء تعلق الأمر بشجارات طرفاها تجار أو زبائن أو بين التجار والزبائن معا. وبالرغم من أن المصالح الأمنية تحدثت عن 8 شجارات فقط سجلت منذ بداية رمضان إلى أن الواقع قد يكون بعيدا عن الأرقام المقدمة وذلك قد يعود إلى فك هذه المشاجرات حتى وأن كانت عنيفة من قبل المترديين على الأسواق قبل وصول الشرطة ومصالح الحماية المدنية الى مسرح الشجار. والأكيد أن سبب هذه الشجارات العنيفة الدموية في أحيان كثيرا هي أمور تافهة للغاية وقد ترجع الأطراف المتخاصمة تصرفاتها إلى الصيام وتأثيره السلبي على مزاجها، كما حصل في أحد أسواق المدينة منذ أيام حيث سجل حادث عنف دموي طرفاه تاجرين متجاورين ولسوء الحظ أنهما كانا يعرضان نفس الفاكهة «البرقوق» وقد بدأ الشجار بملانسات كلامية عندما لجأ أحدهما إلى تخفيض سعر الكلغ الواحد من فاكهة البرقوق قصد مغادرة السوق مبكرا وهوما أثار حفيظة جاره الذي احتج على تصرف زميله لتتطور المناوشات الكلامية إلى سلّ. أحدهما سكينا والاعتداء على الثائي مسببا له جروحا متفاوتة الخطورة استلزمت تحويل إلى مصلحة الاستعجالات الطبية والجراحية. حادث لا يقل عنفا من الأولى شهده السوق المغطى بحي سيدي البشير «بلاطو» حيث نشب شجار عنيف وصل إلى حد تبادل الضرب بالآلات الحادة بين عدد كبير من الأشخاص من تجار وزبائن قدموا إلى السوق للتبضع الأمر الذي استدعى تدخل مصالح الشرطة التابعة للأمن الحضري الثاني المجاور للسوق حيث قامت بتوقيف 7 أشخاص فيما استطاع عدد من المتشاجرين من الإفلات وقد تم إحالة الموقوفين مباشرة إلى محكمة جمال الدين حيث صدر في حقهم أمر إيداع إلى حين محاكمتهم لاحقا. وفي ظل تجدد سيناريو الاعتداءات والشجارات بالأسواق الشعبية تضع مصالح الشرطة لوهران هذه الفضاءات في صلب اهتماماتهم كل سنة في ضبطها لمخططها الأمني الخاص برمضان حيث جندّت مديرية الأمن الولائي هذه السنة نحو3 آلاف شرطي لحماية المواطن وممتلكاته والأكيد أن أغلب هؤلاء يتمركزون بالأسواق اليومية حيث يتواجدون بمحيطها وداخلها بالزي الرسمي والمدني من خلال دوريات راجلة ومتنقلة علما أنه تم إقحام أعوان الفرقة الجنائية ضمن التشكيلة التي تسهر على ضمان نجاح المخطط الأمني لرمضان 2017 ومن خلاله السهر على راحة المواطن الوهراني وضيوف الباهية وهران.