التمس وكيل الجمهورية لدى محكمة الجنح الابتدائية بوهران، الأحد، عقوبة الحبس النافذ في حق المتهم بجنحة الضرب والجرح العمديين باستعمال سلاح أبيض من نوع بوسبعة ، والتي كان ضحيتها جار هذا الأخير على مستوى حي الحاسي، المعروف بكوكا في وهران، ويصغره بعدة سنوات. وبحسب ما دار في جلسة المحاكمة، فإن الحادثة المذكورة، والتي أضرت كثيرا بالضحية الذي تعرض ل 6 طعنات بسكين المتهم، منها واحدة استهدفت مؤخرة المشتكي، وأدخلته المستشفى لأيام، لم يكن لها أي سبب مباشر، حيث كانت الأجواء في مكان الواقعة وقبل زمن حدوثها، عادية جدا، ودون تسجيل أي مناوشات قبلية بين الاثنين ولا أي بوادر أو مؤشرات على وقوعها، لكن كانت هناك ثمة ضغائن وأحقاد سابقة بينهما، وتمثل مصدرها بالأساس في تشاجر حاد كان قد وقع قبل بضعة أشهر بينهما، بسبب مزايدات كلامية تافهة لا غير، قبل أن يقوم المحيطون بهما بفض العراك، وينتهي الأمر آنذاك بتوّعد المتهم الضحية بالنيل منه متى وجده أعزلا، وبمفرده، حيث لا درع له ولا من يحميه منه سوى القدر على حد تعبير صاحب التهديدات ، وظل هذا الأخير منذ تلك الحادثة يتحيّن الفرص لتنفيذ وعيده في حق خصمه، إلى أن تمكن، بتاريخ يناير 2018 من الاستفراد به، وفي مكان خلا وقتها من المارة بحي كوكا، أين باغتته على حين غرة، بطعنات دامية استعمل فيه سكينا من نوع بوسبعة ، كان قد وجهه في أنحاء مختلفة من جسد الضحية، على غرار منطقة الرأس، الظهر، الرجل الأيسر، والمؤخرة، مثلما أفاد هذا الأخير أن المتهم وقبل أن يُفرغ غليله فيه بتلك الطريقة البشعة التي حوّلت جسمه إلى ما يشبه الغربال على حد تعبير دفاعه ، كان قد رشه برذاذ لغازات مسيلة للدموع، ما حجب عنه الرؤية، وسمح للمتهم بالانقضاض على الضحية دون مقاومة ولا صد من أي طرف. أما المتهم، فقد أنكر التهم المنسوبة إليه، مدعيا أن الضحية هو من كان يستفزه باستمرار، وعن الجروح التي تلقاها هذا الأخير بالسلاح الأبيض، والتي يقتضي أحدها إخضاعه لعملية جراحية حسب تقرير طبي بحوزة المعني بالأمر، فقد اعتبرها المتهم أنها مفتعلة من طرف الضحية الذي ارتكبها في حق نفسه بغرض توريطه في قضية الحال وإدخاله السجن انتقاما منه، مثلما ركز محاميه في هذا السياق، على ما أن الجروح المشخصة من طرف الطبيب الشرعي كلها سطحية، حسبما هو مدوّن في شهادة العجز.