فجّر، الإثنين، قائد عسكري ومعارض سياسي عراقي سابق لنظام الرئيس الراحل صدام حسين قنبلة سياسة من العيار الثقيل عندما قال "أتمنى لو أن صدام لا يزال حيا ليقود العراق الذي تخلى عنه الجميع". وقال صابر لطفي الذي يعمل حاليا مستشارا لقوات الاحتلال الأمريكي في العراق، وهو عراقي كان محكوما عليه بالإعدام في عهد النظام العراقي السابق لصحيفة "دايلي تيليغراف" البريطانية بأن ما جعله يقول هذا الكلام هو الفساد المالي والإداري والانقسام السياسي الذي "استشرى" في الحكومة العراقية الحالية، وأضاف "لا أحد بين هؤلاء الذين هم في الحكومة العراقية يثق في الآخر..لا أحد يستطيع فعل شيء لا يوافق عليه الآخرون، أما صدام فكان فوق هذا، إنه بمجرّد أن يتخذ قراره ينفذه، ومن حوله كانوا يعرفون أنه يجب تنفيذه بغض النظر عن المكان الذي يوجدون فيه لحظتها، أما الآن فالعراق سقط في الفوضى، ولا أحد يفعل شيئا؛ لأنهم يخشون المسئولية". وكان صابر قد قضى ثماني سنوات بانتظار الحكم عليه بالإعدام في عهد صدام، وذلك بسبب مشاركته في تدبير محاولة انقلاب فاشلة عام 1996، إلا أنه نجا من الموت بعد معركة مضنية قادتها منظمة العفو الدولية لتخليصه من بين يدي صدام. وفي هذا يقول صابر "بلا شك كان سيقتلني.. لكن أجد نفسي على الرغم من ذلك أتمنى لو كان صدام لا يزال هنا في العراق، فهو فقط من يستطيع إدارة البلد الذي لا يهتم به أحد". وأوضح صابر قائلا بأنه على الأقل يوجد 12 مسؤولا في الحكومة العراقية، بينهم رئيس الوزراء ونائبه ومستشار الأمن القومي، لديهم عائلات ومنازل في لندن، ولهم يد في الفساد المالي والإداري، وكشف قائلا "خلال حفل عشاء أقامه الرئيس العراقي جلال طالباني وعدد من كبار مستشاريه على شرف أعضاء السفارة البريطانية ببغداد، كنت أنا الوحيد بينهم الذي لا أملك جواز سفر بريطاني"، في إشارة إلى أن المسؤولين العراقيين الذين حضروا حفلة العشاء كان من مزدوجي الجنسية، وهي إشارة غير مباشرة على عمالة أولئك المسؤولين لبريطانيا. ويُذكر أن صابر عمل في منصب رفيع في حكومة علاوي، وبعد حل تلك الحكومة ترك منصبه واتجه ليعمل مستشارا لدى قوات الاحتلال الأمريكي فيما يتعلق بعمليات تدريب الجيش العراقي. ويأتي التقرير الذي أصده الصليب الأحمر أول أمس عن الوضع في العراق ليدعم كلام صابر لطفي، حيث أشار التقرير إلى أن الوضع هناك هو الأسوأ في العالم بعد خمس سنوات من احتلال العراق.