نور الدين قلاله:[email protected] السيد. هاون بارود الصاروخي "المحترم" السلام على من اتبع الهدى.. والخزي والعار على من اتبع هوى الشيطان.. ونحن على عتبة دخول معركة جديدة من حملاتنا الإنتخابية التي لا تنتهي، ووسط صواريخ الأحزاب المجهرية وقذائف المعارضة ومفرقعاتها.. للمرة الألف.. بل للمرة المليون، أبعث إليك برسالتي غير المفخخة هذه، واعذرني على قلة رسائلي، بسبب الظروف الأمنية الصعبة التي أنت سببها. وعبر جثث الضحايا وأرواح الأبرياء التي أزهقتها، والأطفال الذين يتمتهم، والرجال الذين قطعت رؤوسهم، والصبايا الذين اغتصبتهم، أزف إليك "تحية حب" شديدة الإنفجار تنسف نفسك الأمارة بالسوء، تحية غرام مدمرة تزلزل قلبك المفعم بمعاني النسف والتفخيخ، تحية هيام عنقودية إلى عينيك التي تشع بلهيب قذائف الهاون الحارقة. أما بعد.. أرجو أن تعلم علم اليقين الذي لا تزلزله عملياتك الإنتحارية، بأننا في هذا البلد الأمين، لن نسمح لك ولأمثالك من العملاء والخونة بأن يدمروا وطننا ويشتتوا أهله، ويفرقوا بين شعبه وسلطته.. لن نسمح لحواجزك المزيفة بأن تثنينا عن مواصلة الطريق وتحول بيننا وبين المستقبل، وسنصبر وننتظر كما ينتظر أفراد تنظيمك مرور عضو بارز في الحكومة. وعلى هذا الأساس لن أنساك.. وكيف لي أن أنساك وأنا أذكر وجهك المقنع وصوتك الصاخب كلما رأيت شريطا يعرض في الجزيرة وكلما دوى قصف أو انفجار بالقرب مني، أذكر أناملك كلما رأيت صواريخ قاذفة، وأذكر عيناك الجاحظتين كلما رأيت بقايا سيارة متفحمة ملطخة بدم الأبرياء، وكلما قمت بزرع عبوة ناسفة داخل مدرسة أو مبنى رسمي.. فكيف لي أن أنساك وأنا أعيش وسط كل هذه الأشياء التي تذكرني بك؟؟ فيا لقسوة قلبك الذي لا يعرف الرحمة؟ ألم يجد الطريق إلى الحب لحظة واحدة؟ ألم يفكر يوما بوحدتنا الوطنية؟ ولكن... إلى متى سنظل نئن تحت قسوتك ومخططاتك وشرورك التآمرية التي تصب في مصلحة الخارج؟ لقد شكلت من جانبي مليشيا من أصدقائي لمجابهة نظامك الظالم، أما أطفالي، فقد قررت أن أشتري لهم لعبا تنمي فيهم الرقة والنعومة والترف، ففي سن الثالثة سأشتري لهم لعبة عبارة عن مسدس، وفي الرابعة كلاشنكوف، وفي الخامسة آر بي جي، وفي السادسة هاون، وفي الثامنة صاروخ كروز.. على أن لا أشتري لهم أي لعبة أخطر من هذه قد تؤذيهم أثناء اللعب. وكلما كبر أبناؤك في كنف دولة إرهابستان كبر أبنائي في كنف الدولة العصرية الرافضة لكل هذه الأساليب.. ولكن مهلا.. فقد ابتعد بي خيالي كثيرا، فمن المبكر الحديث عن مثل هذه الأمور، لأن الشر عمره قصير، وأمثالك من الإرهابيين ليسوا قدرا على رؤوسنا. لذلك، فإنني أنصحك، بل أدعوك للعودة إلى الله ولغة العقل ومنطق المصالحة وحب الوئام، لأنه أضمن لك ولأبنائك.. وختاما، تقبل مني أخطر تحياتي.. وأنا في انتظار ردك العشوائي الذي لا يفرق بين مدني وعسكري.