وجدت مولودية العاصمة وجارها الاتحاد، صعوبة في آخر مواجهة إفريقية لهما بعدما اضطرا إلى التنقل إلى مدينة البليدة ومبارزة منافسيهما على أرضية ملعب تشاكر، بدليل تعادل المولودية أمام نادي مازمبي، بعد أن كانت خاسرة بهدف نظيف، وتعادل الاتحاد أمام فريق متواضع من بلد غير كروي هو رواندا، بعد أن كان خاسرا بهدف نظيف أيضا، وقد لاحظ للمرة الألف متابعو الكرة في الدول الجارة والقارة السمراء، شدة أزمة المرافق الرياضية في الجزائر التي مازالت تستقبل المنافسات الكبرى ومنها الألعاب الإفريقية للشباب في الملعب العتيق الخامس من جويلية الذي دشن منذ قرابة نصف قرن من الزمان في عهد الرئيس الراحل هواري بومدين. وبقي ملعب تشاكر المتواضع جدا مقارنة بما تمتلكه الدول المجاورة ومنها المغرب على وجه الخصوص هو الملجأ الوحيد لفرق العاصمة بالرغم من أنه في مدينة أخرى وولاية أخرى هي البليدة. الأزمة لا تعني فرق العاصمة فقط، وإنما كل الولايات من دون استثناء وهي تمتلك ملاعب لا تشرف ويتحرج مخرجو التلفزيون والمشاهد الجزائري عامة عندما يشاهد مباراة في ملعب بولوغين أو تاجنانت تبث على قنوات أجنبية مثل بي.إين.سبورت أو الكأس القطرية. ولن يجد الجمهور الجزائري في نسخة الدوري المنتظرة أي ملعب محترم يقدم مباراة في شكل جميل ويقدم الراحة للأنصار، وعلى قلتها، فإن الملاعب المعشوشبة طبيعيا في الجزائر لا تلبي الحاجة، فملعب 5 جويلية بكل المقاييس ملعب محايد لا يفيد أبدا الأندية العاصمية على الأقل نفسيا، كما أن ملعب الشهيد حملاوي لا يساعد فريق شباب قسنطينة مادام الفريق محروما من ملحق من العشب الطبيعي للتدرب عليه، أما الملاعب المعشوشبة اصطناعيا فصارت عارا على الأندية الجزائرية، ويظهر وفاق سطيف في وضع محرج وهو البطل المحلي والعربي والإفريقي الكبير، عندما يستقبل أندية كبيرة على المستوى القاري، ولا يفهم السطايفية إلى حد الآن لماذا في كل مرة يغلق الملعب من أجل ترميمات عل مستوى غرف تغيير الملابس والمدرجات، أو تغيير العشب الاصطناعي وهي عمليات مكلفة جدا كانت تكفي لإنجاز ملعب كبير ومحترم في عاصمة الهضاب. أما المشاريع التي يتكلم عنها الوزير الحالي للرياضة، كما تكلم عنها من سبقوه فهي لن تحل المشكلة، فملعب براقي لا يكفي الفرق العاصمية ولا حتى المنتخب الوطني، أما ملعب الدويرة فهو بعيد المنال لأن الأشغال به متوقفة في بدايتها، ولن يستفيد من ملعب وهران سوى المولودية المحلية، ويخشى الأنصار أن تتمسك مولودية وهران بملعب زبانة، كما سيتمسك فريق شبيبة القبائل بملعب الفاتح من نوفمبر على حساب مركبّه الجديد الرائع الذي سيرى النور في سنة 2019. الجزائريون يمنّون النفس بأن تكون بلادهم ضمن ثلاثي المونديال في سنة 2030، وإذا توقف الحلم عند إنجاز ملاعب تيزي وزو وبراقيووهران فلن يكون نصيبها أكثر من احتضان مباريات قليلة جدا مقارنة بالمغرب وحتى بتونس، لأن المسافة الفاصلة بين وهران والعاصمة كبيرة، وملعب براقي صغير لا تزيد طاقة استيعابه عن أربعين ألف مقعد، وحتى لو أنجز ملعب 5 جويلية بالطريقة التي كانت مقررة منذ أربع سنوات بتوسيع طاقة استيعابه إلى 80 ألف متفرج، فإن الأمر لن يحل المشكل، ويبدو أن الحلم بتنظيم المونديال بعد 12 سنة في ظل راهن البلاد من أزمة اقتصادية إلى تعطل الأشغال وسوء اختيار المكان والشكل الهندسي للملاعب، إنما يبقى حلما لا أكثر ولا أقل.