يُصرّ الإتحاد الجزائري لكرة القدم نسخة خير الدين زطشي على ارتكاب "الحماقات" بِطريقة أقرب إلى التعمّد، آخرها تعديل لوائح منافسة كأس الجزائر. وقرّر المكتب الفيدرالي للفاف في آخر اجتماع له، برمجة الدورَين ربع ونصف النهائيَين من منافسة كأس الجزائر، بِصيغة الذهابا والإياب، مع تنظيم مباراة الشطر الأوّل بِميدان الفريق الذي يُسحب أوّلا في القرعة، وذلك ابتداءً من الموسم الجديد 2018-2019. المُرادف لِإجراء أربعة لقاءات بدلا من مواجهتَين كما كان الأمر في الصيغة القديمة. ويعني كل هذا أن الهيئة المُكلّفة بِالبرمجة ستُضيف أسبوعَين آخرين لِأجندة مُشبّعة بل تُعاني "التخمة"، خاصة إذا علمنا أن الشطر الأخير من الموسم الكروي 2018-2019، ستكون فيه المنافسة جد مكثّفة: خوض المنتخب الوطني تصفيات كأس أمم إفريقيا 2019، والنهائيات في جوان وجويلية المقبلَين، ومشاركة الأندية الجزائرية في كأس العرب، ورابطة أبطال إفريقيا رفقة كأس الكونفيدرالية في صيغتهما الإستثنائية ما بين أواخر نوفمبر وماي المقبلَين، فضلا عن الإستحقاق السياسي (الإنتخابات الرئاسية) في أفريل القادم. دون إغفال الصخب الذي يُرافق نهاية الموسم مثل تبادل التهم حول ترتيب نتائج المقابلات، وظلم التحكيم، وانشغال الفاف بإخماد النيران، وتزامن فريضة الصّيام (رمضان المُعظّم) مع شهر ماي 2019. ولعلّ المتابع الوفيّ للمنافسات الكروية المحلية، يُدرك جيّدا أن الفاف ورابطة الكرة المحترفة فاشلتان في "امتحان" البرمجة، حتى ولو ضمّ القسم الأوّل 10 نوادٍ فقط على الطريقة الكرواتية أو السويسرية أو الألبانية، فكيف سيكون الأمر مع رفع حجم المنافسة، في ظرف زمني وجيز؟. بقي لِهيئة خير الدين زطشي (الفاف) وعبد الكريم مدوار (رابطة الكرة المحترفة) التفكير في إضافة منافسة ثالثة، والأمر يتعلّق بِكأس الرابطة، حتى تتحوّل البرمجة إلى سيرك أو سينما هزلية صامتة. إن الإنجليز عندما يُصرّون على تنظيم ثلاث منافسات دفعة واحدة (البطولة + الكأس + كأس الرابطة)، ولو على حساب المنتخب القومي. يفعلون ذلك من باب أن بلدهم مهد اللعبة الأكثر شعبية في العالم، ويملكون ثقافة عريقة في تصميم الأجندات، كما أن النوادي تحترم الرزنامة ولا تدوسها، ثم يأتي الشق المالي (الأرباح المادية) في آخر الإهتمامات. بِخلاف الفلسفة الكروية السائدة عند رجال مبنيَيْ دالي إبراهيم والعناصر.