يعتبر سكان ولاية تيسمسيلت مياه سد كدية الرصفة ببلدية بني شعيب في ولاية تيسمسيلت، أنها مياه غير صالحة للشرب، وتصلح فقط للغسيل والتنظيف، وهو ما يدفعهم إلى البحث عن مياه المنابع ولو كانت بعيدة. فهم يقطعون عشرات الكيلومترات لجلب هذا العنصر الحيوي والأساسي وأحيانا يعتمدون على صهاريج المياه المتنقلة للحصول على حاجتهم من الماء، دون الاكتراث للمخاطر الصحية التي قد يتعرض لها المواطنون في غياب دور الرقابة على منابع المياه والصهاريج المتنقلة. وللوقوف على حقيقة المعلومات الواردة بشأن ما يتم تداوله حول صلاحية وعدم صلاحية مياه السد كانت لنا جولة قصيرة في محطة المعالجة على مستوى السد برفقة فريق متخصص من مؤسسة الجزائرية للمياه، حيث تعرفنا خلالها على مرافق المحطة المختلفة والمجهودات الكبيرة التي يقوم بها عدد من العاملين بها حيث تخضع مياه السد لمراحل عديدة من التنقية من خلال مرورها عبر عدة أحواض، لجعلها صالحة للاستهلاك البشري أو سقاية المزروعات، ويعتمد بالأساس على التخلص من العوائق وكل أشكال الملوثات والشوائب العائمة في الماء لتأتي بعد ذلك مرحلة التعقيم بغاز الكلور وفيها يصب غاز الكلور بمقادير معينة على الماء لما له من فاعلية عالية في قتل الكائنات الحية والبكتيريا والفيروسات الضارة بصحة الإنسان، ثم إضافة ثاني اكسيد الكلور لتحسين مذاق المياه وتصير صالحة للشرب. ولا تنهي عملية المعالجة عند محيط السد فقط بل هناك مخبر مراقبة نوعية المياه للجزائرية للمياه على مستوى عاصمة الولاية يتضمن أجهزة متطورة وفريق ساهر على صحة المواطنين يعمل باستمرار على إجراء التحاليل الفيزيائية والكيميائية لتحديد خصائص ومواصفات مياه الشرب القادمة من سد كدية الرصفة الذي يصنف كمصدر رئيسي لتزويد بلديات الولاية بالمياه الصالحة للشرب.