رفع درجة اليقظة لمواجهة التغيرات الفيزيائية بقالمة قالت مصادر من شركة الجزائرية للمياه بقالمة بأنها رفعت درجة اليقظة و الحذر لمواجهة التغيرات الفيزيائية التي ستطرأ على مياه الشرب بعد الانخفاض الكبير لسد بوحمدان الممون الرئيسي لسكان الولاية بالمياه. و وضعت الشركة برنامجا لأخذ العينات و إجراء التحاليل على مستوى محطات المعالجة و الضخ تحسبا للظواهر الفيزيائية المتوقعة كتغير اللون و الرائحة كما حدث الأسبوع الماضي عندما تفاجأ سكان بعض المدن بتغير لون مياه الشرب و ارتفاع نسبة التربة فيها. و قال مدير شركة الجزائرية للمياه محمد شعلال للنصر بأن الوضع تحت السيطرة و أن تغير لون المياه لا يشكل خطرا على صحة المستهلكين، و أضاف بأن تعليمات صدرت إلى فرق المراقبة على مستوى كل المواقع للتحلي باليقظة و الحذر تحسبا لعودة الظاهرة الفيزيائية من جديد في ظل موجة الحر التي تجتاح الولاية هذه الأيام و انخفاض سد بوحمدان إلى أدنى مستوى له منذ بنائه قبل 30 سنة تقريبا. و يشتكي سكان ولاية قالمة هذه الأيام من تغير لون مياه الشرب و رائحتها معتقدين بأنها أصبحت مثار قلق و خوف. و زاد إقبال السكان على المياه المعدنية و مياه المنابع الطبيعية التي تباع في صهاريج متنقلة و يستعملون مياه السد للغسيل و ربما لطهي الطعام فقط، لكن مهندسي شركة المياه بددوا المخاوف السكان و صرحوا بان مياه السد مازالت صالحة للشرب و أنهم يبذلون جهودا مضنية لمعالجتها بالمحطة الرئيسية قبل وصولها إلى السكان. و ستواجه ولاية قالمة أزمة عطش غير مسبوقة خلال الأشهر القادمة إذا استمرت موجة الجفاف التي تجتاح المنطقة منذ سنتين، حيث تسود مخاوف جدية من جفاف سد بوحمدان بالكامل و توقف محطات معالجة مياه الشرب عن العمل. و تعتزم شركة الجزائرية للمياه التقدم بمقترح للسلطات المحلية و المركزية تتضمن إدخال تعديلات على برنامج التوزيع عبر مدن و قرى الولاية و ذلك بتخفيض الحجم الساعي اليومي إلى أدنى مستوى له للمحافظة على كمية المياه المتبقية بالسد حتى لا تنضب قبل حلول الشتاء. و لا تقتصر أزمة مياه الشرب بقالمة على سد بوحمدان فقط بل طالت حتى الآبار العميقة بعدة بلديات حيث انخفض منسوبها و أصبحت المضخات غير قادرة على الوصول إلى مستوى المياه مما يتطلب جهودا مضنية و تكاليف مالية كبيرة لمواجهة الوضع بالهبوط إلى عمق أكبر للوصول إلى طبقات المياه الجوفية. و أدت موجة الجفاف و انخفاض سد بوحمدان إلى انتشار تجارة مياه الشرب بولاية قالمة على نطاق واسع هذه الأيام وسط فوضى كبيرة و تساؤلات السكان حول مصادر مياه الصهاريج و مدى تأثيرها على الصحة رغم تأكيدات الباعة المستمرة على أن هذه المياه صالحة للشرب و لا تشكل أي خطر و يزعمون بأن بعضها لا يختلف عن المياه المعدنية . و تحدث تجار التجزئة بقالمة أيضا عن ارتفاع أسعار المياه المعدنية و حملوا مصانع التعبئة و تجار الجملة مسؤولية ارتفاع الأسعار باستمرار، مطالبين فرق الرقابة بالخروج إلى الميدان لمراقبة مياه الشرب التي تحولت إلى استثمار مربح في ظل موجة الجفاف المدمرة التي تضرب ولاية قالمة سنتين متتاليتين.