يشتكي سكان بلدية الحمراية الواقعة على بُعد 120 كلم شمال عاصمة ولاية الوادي، من الوضع المزري الذي آلت إليه العيادة المتعددة الخدمات بالحمراية التابعة للمؤسسة العمومية للصحة الجوارية بقمار، وحتى قاعة العلاج المتواجدة على مستوى قرية اللمقيبرة، فمنذ مدة طويلة والمرضى والسكان يعانون الإهمال ونقص في المعدات والطاقم الطبي، في حين لم يتم الاستجابة لمطالبهم والالتفات لشكاويهم، على حد قولهم. وذكر العديد من المواطنين، في تصريحات متطابقة للشروق، أن العيادة سالفة الذكر، تحولت إلى هيكل دون روح، إذا لا وجود للدواء هناك، حيث يجبرون على إحضاره من الصيدليات، من أجل تلقي الإسعافات الأولية أو تضميد الجراح أو غيرها من المستلزمات البسيطة، كما ذكروا بأن مكتب طبيب الأسنان، شبه خال، إذ أن هذا الأخير لا يقوم بعمله، بسبب عدم توفر أدوات العمل وتعطل أجهزة التعقيم منذ أزيد من 6 أشهر، أما دار الولادة، فهو الحلم الذي يراودهم منذ سنة 2002، وهو تاريخ افتتاح العيادة متعددة الخدمات، حيث تم إطلاق وعود من طرف مسؤولي الصحة بتوفير دار للولادة لسكان الحمراية، غير أن الوعود لم تتحقق لغاية الآن، وهو ما جعل الأزواج يضطرون للتنقل إما لمستشفى المغير أو الذهاب للوادي، قصد الولادة العادية والبسيطة. أما بخصوص سيارة الإسعاف، فقد ذكر هؤلاء المواطنين، بأنها تتخبط في الأعطاب وهي معطلة على مدار العام، وفي الفترات التي يشتغل محركها، فإنها تتعطل في منتصف الطريق قبل أن توصل المرضى في حالات حرجة إلى المستشفى، كما حدث لإحدى الفتيات تبلغ من العمر 4 سنوات، والتي توفيت بلدغة عقرب، بعد ما تعطلت سيارة الإسعاف على بُعد 70 كلم من عاصمة الولاية، وهناك حالات أخرى كانت في وضعية خطيرة، حيث تعطلت سيارة الإسعاف في منتصف الطريق، ليكمل أهالي المريض نقل مرضاهم بوسائلهم الخاصة، أما مخبر التحاليل الطبية، فحدث ولا حرج، بسبب تذبذب مواقيت وأيام عمله، فضلا عن النقص الفادح في المواد الكاشفة به، وبخصوص غرفة جهاز الراديو، فقد أكد هؤلاء المواطنون أنها لم تر النور منذ سنة 2002. كما اشتكى عدد من مواطني بلدية الحمراية، مما اسموه الغموض في عملية توظيف إطارات وممرضي العيادة الطبية بالحمراية، أين يشغل المناصب المفتوحة شباب وشابات من خارج بلدية الحمراية، وبعد فترة من الزمن يتم تحويلهم إلى عيادات أخرى، وتبقى عيادة الحمراية دون عمال في حين يوجد مؤهلون من الحمراية لشغل تلك المناصب في العيادة، مع ضمان استمرار تأديتهم لمهامهم على أكمل وجه، أما بالنسبة لقاعة العلاج بقرية المقيبرة، فقد أكد هؤلاء المواطنين، بأنها تعاني في صمت، إذ أنها تفتقد للأدوية والمستلزمات والتجهيزات وحتى الطبيب. ومن جانبه مدير المؤسسة العمومية للصحة الجوارية بقمار، وفي اتصال مع الشروق، أقر بنقص المنتوج التكويني في تخصص ممرض للصحة العمومية وكذا قابلة لتوليد النساء، بحكم أن هذين التخصصين يشترطان معدلا كبيرا في شهادة البكالوريا، أين أكد ذات المسؤول أنه في تواصل مستمر مع رئيس بلدية الحمراية من أجل حث الناجحين الجدد في البكالوريا ممن لهم معدلات كبيرة بأن يتوجهوا لهذين الاختصاصين. أما بخصوص مساعد تمريض فقد أكد ذات المسؤول بأنه كان هناك نقص في السنوات الماضية، وأنه تم تجاوزه الآن، حيث يشتغل في هذا المنصب أكثر من 14 مساعدا ممرضا من مواطني الحمراية بعد تلقيهم تكوينا في التخصص، وأما بخصوص مخبر التحاليل فقد فند مدير المؤسسة العمومية للصحة الجوارية أنه لا يشتغل، كما حث على دراسة هذا التخصص من طرف مواطني الحمراية، وفي ذات السياق أكد ذات المسؤول، على توفر جميع الأدوية اللازمة والضرورية بكل من العيادة المتعددة بالحمراية، وحتى قاعة العلاج بالمقيبرة، غير أنه استثنى وجود اللقاحات، التي قال بأنها لا تتحمل البقاء في الحرارة، في ظل الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي، وهو ما اضطره لاتخاذ قرار عدم ترك اللقاحات في قاعات العلاج لتفادي تلفها وعدم فاعليتها، وكل ذلك لصالح المواطن والمريض، على حد قوله، أما بخصوص سيارة الإسعاف التي قال المدير بأن أول سنة لسيرها هو 2015، وأن الأعطاب التي تصيبها عادية بحكم أنها في الخدمة منذ سنوات، كتغيير العجلات أو المكبح، وهي صيانة لا تستغرق يوما أو نصف يوم، ثم تعود السيارة للعمل من جديد، كما أكد بأن أبواب مكتبه مفتوحة لطرح جميع الانشغالات من طرف المواطنين، والبحث عن الحلول لأي مشكل مطروح.