شهد قطاع النشر والكتاب مؤخرا حالة استنفار واستياء وسط الناشرين الذين دقوا ناقوس الخطر جراء الموت البطيء للقطاع الذي يعرف عدة مشاكل منها ارتفاع سعر الورق، المادة الأساسية الأولى التي تدخل في صناعة الكتاب بنسبة 82 في المائة، حيث وصل سعر الكيلوغرام إلى 19 دينارا زيادة على الضرائب المفروضة على القيمة المضافة، الأمر الذي أدى إلى إفلاس عدد من دور النشر، حيث قال محمد بغدادي أن اغلب الناشرين لا يغطون حتى تكاليف طباعة أعمالهم وغير قادرين على دفع أجور عمال شركاتهم باستثناء الذين يحصلون على صفقات طبع الكتاب المدرسي، وإذا عرفنا أن الكتاب المدرسي تم توقيف طباعته هذه السنة، فإن الأمر سيكون صعبا جدا على اغلب الناشرين، وحضورهم في معرض الكتاب القادم، وأضاف المتحدث أن أزمة قطاع النشر ستنعكس على معرض الكتاب القادم، حيث يتوقع أن تعرف الأسعار ارتفاعا وبالتالي سينقص الإقبال، خاصة مع انهيار القدرة الشرائية. وطالب محمد بغدادي بتوفير الدعم للكتاب ليس بتقديم مبالغ للناشرين لطباعة الكتب، لكن بدعم سعر الورق الموجه لصناعة الكتاب توقيف الاستيراد الذي يخدم تهريب العملة وإدخال كتب تحمل الغث والسمين بما فيها القواميس التي تعترف بإسرائيل. مسعودي حميدو قلّل من مخاوف الناشرين وأكد في اتصال مع "الشروق" أن التحضيرات للمعرض تجري على قدم وساق، حيث سجلت المحافظة 300 طلب مشاركة من طرف الناشرين الجزائريين و600 طلب لناشرين عرب وأجانب، وتوقع محافظ معرض الجزائر أن يرتفع هذا العدد لاحقا. من جهة أخرى، عرفت بداية تطبيق النصوص التنظيمية لقانون الكتاب تسجيل تذمر وسط المستوردين جراء تعقيد الإجراءات الإدارية التي تتطلب استصدار عدد من الرخص من عدد من القطاعات حسب مواضيع ومضامين الكتب، إضافة إلى حقوق الجمركة 14 في المائة واشتراط الدفع المسبق للبنوك، الآمر الذي اعتبره عدد من المستوردين نية مبيتة لضرب الكتاب والتضييق على العاملين فيه.