شهد معرض الدخول المدرسي الذي تحضنه ساحة رياض الفتح إلى غاية الثلاثاء المقبل قلة إقبال من طرف الناشرين المشاركين رغم تنازل شركة "استا لافي ستا" عن مبلغ كراء الأجنحة الذي كان مقدرا بمليون سنيتم للمتر المربع في البداية قبل أن تقدم الشركة على تخفيضه إلى 70 في المائة. أمام إحجام الناشرين عن المشاركة، عمدت الشركة إلى منح أجنحة العرض بالمجان للناشرين بعد أن وجدت نفسها أمام ساحة فارغة عشية زيارة وزير الثقافة ووزيرة التربية للمعرض الذي خصص لبيع الكتب المدرسية وشبه المدرسية. ويعود سبب عدم تحمس الناشرين للمشاركة في المعرض إلى كون قطاع النشر يحتضر أمام تراجع الاستثمار في قطاع النشر وارتفاع تكاليف صناعة الكتاب والزيادة المسجلة في أسعار المواد الأولية بما في ذلك الورق الذي ارتفع سعره ب50 في المائة، حيث يقدر سعره في السوق المحلية ب150 دينار للكيلوغرام بعد ما كان السنة الماضية يقدر ب100 دج وهذا سينعكس سلبا حسب الناشرين على أسعار الكتب بما في ذلك الكتب شبه المدرسية التي يعتاش أغلب الناشرين عليها لتغطية تكاليف دور النشر، ومن المتوقع أن تسجل السوق الوطنية ندرة في الكتب شبه المدرسية، لأن ارتفاع سعر الكتاب يعني بصفة آلية التقليل من الكميات المطبوعة، لأن التكاليف المرتفعة لا تسمح للناشرين طبع أزيد من 5 آلاف نسخة في أحسن الأحوال بكل ما تطرحه هذه الكمية من تكاليف الشحن والتوزيع وأجور العمال والمطابع وغيرها. واعتبر محمد بغدادي أن معرض الدخول المدرسي يعتبر تمرينا بسيطا عما يمكن أن يعرفه معرض الكتاب القادم المهدد بتراجع قطاع كبير من الناشرين عن المشاركة فيه أمام ارتفاع تكاليف كراء أجنحة العرض وتراجع مكانة الكتاب كسلعة كمالية إلى مراتب متدنية في سلم أولويات الجزائريين.