لوّح الشباب العاطلون عن العمل بدائرة البرمة بورقلة، بالعودة إلى شن مزيد من الاحتجاجات، أمام قواعد الحياة وإدارات الشركات البترولية، العاملة على تراب الدائرة الحدودية، بعد عديد المراسلات والنداءات، التي وجهوها إلى السلطات المحلية ومسؤولي الشركات، لكنها لم تلق آذانا صاغية إلى حدّ الآن. يعاني شباب المنطقة البترولية، من بطالة خانقة نغصت عليهم معيشتهم، وحسب تصريح عدد من هؤلاء ل"الشروق" فإنه لم يشفع لهم دخولهم في إضراب عن الطعام هاته الصائفة أمام مؤسسة سوناطراك، بالفوز بمناصب عمل قارة تحفظ لهم ماء وجوههم، في ناحية تحوي أكبر حقول النفط في الجزائر، مثل حقل غرد الباقل، بركين، بياران، بئر المسنأ، سوناطراك أجيب، وسوناطراك البرمة، حيث إن كل هاته الحقول لا توظف أي أحد من أبناء البرمة حسب البطالين. ورغم أن دائرة البرمة تدّعمت في السنوات الأخيرة، بدفعات جديدة من خريجي الجامعة، الذين درسوا في أحسن الجامعات في الدولة، خصوصا الحاملون لشهادات في مجال المحروقات والكيمياء وكذا الميكانيك، إلا أن مسؤولي الشركات جعلوا حجة انعدام الحاملين للشهادات الجامعية مبررا خرافيا، فضلا عن النسبة الجيدة للناجحين في شهادة البكالوريا هذه السنة، رغم الواقع التربوي المزري بالجهة، ما يؤكد وجود نقلة نوعية في التعليم والمعرفة لدى شباب المنطقة. وهدّد الشباب البطال في دائرة البرمة، بالعودة إلى شن المزيد من الوقفات الاحتجاجية، نتيجة عدم استجابة مسؤولي الشركات البترولية لمطالبهم، التي رفعوها في عدة وقفات سلمية، خصوصا في يومي الإضراب عن الطعام أمام إدارة سوناطراك، مطلع شهر أوت الجاري، والذي انتهى بعديد الإغماءات وتدهور صحي للمحتجين، حيث نقلتهم الحماية المدنية نحو المستشفى، بعد يومين من المبيت في العراء دون أكل أو شرب، أين طالب البطالون بتطبيق التعليمات الوزارية، التي تعطي الأولوية لأبناء المنطقة في التوظيف. من جهتها "الشروق" تواصل الاتصال بمسؤولي الوكالة الولائية للتشغيل، إلا أن هروبهم المستمر من مكاتبهم، وتغييرهم المتكرر لأرقام هواتفهم، يحول دائما عن أخذ ردود منهم، حول المواضيع الكثيرة التي تتعلق بالقطاع.