يتواصل الإضراب عن الطعام الذي شنّه العشرات من الشباب البطّال القاطنين بمنطقة حاسي مسعود بورفلة تنديدا بما أسموه ب "الحفرة" التي ما تزال ترافقهم في ظلّ انعدام مناصب عمل تمتصّ غضب هؤلاء الذين يتساءلون عن مصيرهم الذي أضحى معلّقا في منطقة تستقبل يوميا عمّالا من مختلف مناطق الوطن بالنّظر إلى تمركز العديد من الشركات النفطية، في حين يبقى هؤلاء بدون وظيفة تزيح عنهم غبن الحياة اليومية· دخل الإضراب عن الطعام للعشرات من الشباب البطّالين بحاسي مسعود أمس الأوّل يومه الرّابع على التوالي بعدما أشعروا السلطات المحلّية بالدخول في الإضراب عن الطعام الذي وافق احتجاجهم الذي دخل أمس يومه ال 20 دون أن تتدخّل أيّ جهة لمنح هؤلاء بصيصا من الأمل. هذا، وكان الشباب المحتجّين قد اعتصموا الأسبوع الماضي أمام مقرّ دائرة حاسي مسعود بعدما اِلتحق بهم كلّ من بطّالي إليزي ومناطق مجاورة حاملين شعارات تطالب بالعزّة والكرامة وبمناصب عمل في منطقة أقلّ ما يقال عنها إنها أغنى بلديات الوطن لما تكتنزه من ثروات طبيعية أهمّها الذهب الأسود الذي جعل من حاسي مسعود منطقة نشاط بترولية هامّة وقاعدة لها تضمّ عددا لا يستهان به من الشركات البترولية الوطنية والدولية تستطيع أن ترفع الغبن عن أبناء المنطقة وما جاورها من مدن التي يعيش أبناؤها بطالة خانقة. وتظاهر حسب الصور والتسجيلات المرئية والصوتية عبر ال "يوتوب" العشرات من الشباب البطّال بالقرب من مقرّ الدائرة، البعض نائم والبعض الآخر جالس على الأرض ويتقاسمون قطع من الخبز معلّقين في الوقت ذاته راية مكتوب فوقها شعارات تندّد بالحفرة وتطالب بالكرامة والعمل· ويقوم الشباب المضربون عن الطعام بنشر تسجيلات فيديو على الأنترنت لمختلف مراحل هذا الإضراب، حيث يظهر آخر تسجيل نشر على موقع "يوتوب" تدهور حالة أحد الشباب يوم الخميس الماضي· ويضيف الشريط أن الشباب قاموا بنقله إلى المستشفى على متن سيّارة أحد الخواص في ظلّ انعدام وجود الحماية المدنية لنقله على جناح السرعة لما كان يعانيه هذا الأخير من آلام في البطن نتيجة الجوع، إلى جانب الفشل الذي كان باديا على هيئته· وحسب ما نطق به الشباب المضربون فإنه ورغم مرور أكثر من 15 يوما على إضرابهم لا أحد من المسؤولين كلّف نفسه العناء التقرّب إليهم أو الاستفسار عن حالتهم أو حتى طمأنتهم ومنح القليل من الأمل في الحصول على عمل· وكان الشباب المضربون عن العمل قد أشعروا وكيل الجمهورية لدى محكمة حاسي مسعود بدخولهم في هذه الحركة الاحتجاجية يوما قبل بدئها، وقالوا في رسالتهم إن هذا الإضراب جاء كنتيجة حتمية بعد الانسداد الحاصل بين الشباب البطّال والإدارة بعد 14 يوما من الاحتجاج أمام دائرة حاسي مسعود التي ما تزال تشهد توافدا من طرف الشباب البطّال من مناطق أخرى للتعبير عن تضامنهم مع أشقّائهم الذين ظلّوا يعانون في صمت بالرغم من تمركز بها أكبر قاعدة بترولية على المستوى الوطني.