يعيش سكان غرد الباقل التابعة لبلدية البرمة الحدودية بورقلة ظروف اجتماعية مزرية وقاسية في سكنات قصديرية معدة من الأخشاب وبقايا الأنابيب البترولية، حيث تنعدم فيها الحياة، ورغم أن الجهة من أغنى بلديتين في الولاية، إلا أنها ظلت متخلفة ومن العهود الغابرة ولم تطئها خطوات المسؤولين من قبل. السكان فقدوا الأمل في كل شيء وشبهوا حالتهم ب الميؤوس منها في منطقة حدودية يفترض أنها واجهة للحدود، وليس سكنات منجزة من خردوات أنابيب النفط التي ترميها الشركات عقب رفع المشاريع. التجمع السكني توسع في السنوات الأخيرة وتضاعف فيه بيوت القش و القصدير، علما أن أغلبية السكان من البدو الرحل الذين استقروا بهذا المكان، منذ أكثر من عقد من الزمن. ولكن المعاناة التي يعيشها هؤلاء لا يمكن تصورها، مساكنهم من الأخشاب والألواح، وهي مشدودة ببراميل النفط القديمة ومخلفات الشركات، حيث لا تقيهم برد الشتاء وتفتقد إلى الكثير من أساسيات الحياة، بينما يتم جلب الماء على مسافات بعيدة جدا، رغم أنه غير صالح للشرب، نتيجة ارتفاع درجة الملوحة، أما الكهرباء فلا أثر لها والجميع يستعمل بطاريات السيارات أو الشموع وتفتقر الجهة لقاعة علاج وعند الضرورة ينقل المريض لعيادة شركة سوناطراك القريبة من مقر سكناهم على بُعد 4 كلم ويلجأ المواطنون إلى التداوي بالأعشاب التقليدية. وفي الجانب الدراسي أنشأت شركة سوناطراك أقسام من السكنات الجاهزة لاستقبال التلاميذ والتكفل بالطاقم التربوي، المشرف على هذه المدرسة، غير أن الناجحين في امتحان شهادة التعليم الابتدائي وهم صغار السن يتنقلون إلى مقر بلدية البرمة لمزاولة تعليمهم المتوسط، مما زاد من التسرب المدرسي، وتفشي ظاهرتي الفقر والأمية. من جهة أخرى تنوي مصالح بلدية البرمة تحسين ظروف السكان وبرمجة بئر ارتوازية، حيث تمت الدراسة وعملية الإعلان عن المشروع.