الكلام الذي ساقه البرلماني عن حركة مجتمع السلم ناصر حمدادوش ضد رئيس حزب "جيل جديد" سفيان جيلالي، يتضمن الكثير من التحامل والاتهامات الشنيعة خصوصا عندما يقذفه بتهمة "العمالة لفرنسا" بسبب موقف سابق من زيارة الرئيس الفرنسي "سيء السمعة" نيكولا ساركوزي لتونس وتصريحاته فيها! حمدادوش، وعبر منشور فايسبوكي، استعمل لغة قاسية جدا وعنيفة، وغير مبررة، رغم أن الاتهامات التي كالها جيلالي للحمسيين بالخيانة والتعامل مع النظام لم تكن تستدعي كل ذلك الرد، وتحديدا في مثل هذا الظرف الذي تنادي فيه "حمس" بالتوافق الوطني وتجالس فيه حتى رموز الموالاة من أجل ضمان انتقال سلمي للسلطة والخروج بالبلاد من الأزمة! وعلى ذكر الموالاة، فإنه عكس المعارضة التي تذبح بعضها البعض، يبادر العديد من الناشطين بها، وفي مقدمتهم الأفلان، بمشروع اسمه "الاستمرارية"، وقد خرج علينا الأمين العام للحزب العتيد أمس رفقة 16 حزبا "صغيرا" بمبادرة جديدة اسمها "الجبهة الشعبية" وهي مشاريع لا يهم رأي الشعب فيها بقدر ما تبحث عن ضمان الولاء وإظهاره بشكل مكثف قبل الرئاسيات. مثل هذه المبادرات والاجتماعات التي يشرف عليها ولد عباس تحولت في المدة الأخيرة لمناسبة من أجل التنكيت والتهكم على العمل السياسي والوقوف على ضحالته الشديدة وإلا كيف نفسر الخرجة الأخيرة لولد عباس حين قال أمس، إن دعوته للرئيس من أجل الاستمرارية تشبه في أهميتها دعوة المجاهدين للشعب من أجل الثورة على المستعمر الفرنسي عبر بيان أول نوفمبر! هذا الضعف في الخطاب، وبدلا من استغلاله من طرف المعارضة في سبيل البحث عن طريق جديد لإقناع الشعب بالنشاط السياسي في سبيل التغيير السلمي، راحت تلك المعارضة ورموزها تتنابز بالألقاب وتتراشق بالاتهامات، والواقع أن المستوى الذي وصل إليه الخلاف بين "حمس" وجيل جديد هو مستوى بائس جدا ويدل على أن أزمة البلاد في معارضتها لا في موالاتها وحسب!