اعتبر أبو جرة سلطاني رئيس حركة مجتمع السلم سابقا أن الأحزاب المحسوبة على المعارضة والموالاة وحتى السلطة في حد ذاتها أضحوا لا يستطيعون إقناع الجزائريين في التخندق في صفوفها، حيث قال أن حديث الضمير الجمعي اليوم صار يستمد مفرداته من قاموس الخدمة العمومية وينآى بنفسه عن الحياة السياسية في البلاد. لم يترك أبو جرة سلطاني في منشور له على حسابه الخاص في الفيس بوك لا أحزاب المعارضة ولا السلطة ولا النظام في حد ذاته، إلا وشدد على أن هناك نفورا كبيرا من قبل الجزائريين عنهم، وقال ”المساجلات الدعائية الهامزة باسم المعارضة أو اللامزة باسم الموالاة، فالمولاة فقدت بوصلتها بعد تشكيل الحكومة، فلم تعد تعرف من توالي، والمعارضة لا تعد تجد من تعارض ولا ماذا تعارض. أما السلطة فقد أيقنت بعد أن زكّت الأغلبية مخطط عملها أن أيسر طريق إلى محطة 2019 هو تهدئة الجبهة الاجتماعية وضمان السلم المدني، فيمّمت وجهها شطر أولوياتها الأربع: السكن، التعليم، الصحة، وتحسين إطار معيشة جميع المواطنين. فاستغنت عن سياسة المناولة وعن خدمات المناولين”. وقال الرئيس السابق لحمس أن أعمال التطوع التي عرفها الشهر الفضيل هي ”إرهاصات صحوة ثالثة، تبشّر بميلاد جيل جديد من المتدينين، لا يعرفون ”المشيخة التاريخية” ولا صلة لهم بالهياكل الحزبية ولا بالإنتماءات المذهبية، ولا بالسلطة ولا بالمعارضة ولا بالموالاة”. وشدد المتحدث على أن هذه الصحوة ”تعبر عن حالة نضج حضاري ينزع الثقافة إلى التحرر من الهياكل التنظيمية. وأنها تعكس حالة تحرر من الإملاءات الفوقية وتفضيل الشباب تحصيل الأجر المباشر بعمل اليدين وبعرق الجبين وبالنضال الميداني بعيدا عن الوصاية”. كما أنها حسب أبو جرة صحوة ضمير واسعة شملت كثيرا من السياسيين ومن المتقاعدين الذين صحا ضميرهم على واقع مهلهل بحاجة إلى خدمة مباشرة خارج الأطر التقليدية. وأكد سلطاني في السياق أنها تعبر عن حالة فشل الأحزاب كلها في تأطير المجتمع وتعبئته وتوجيهه لخدمته، ويأس المجتمع من الأحزاب واهتزاز ثقته في خطاباتها وبرامجها ونضالاتها. وذهب أبو جرة إلى أبعد من ذلك عندما اعتبرها ”اطمئنان الرأي العام إلى العمل الخيري الاجتماعي بدل النضال السياسي، وهي تكشف عن نجاح فرسان الفضاء الأزرق في تعبئة الرأي العام واستمالة قلوب المحسنين”. وفي الموضوع يؤكد أبو جرة أن قطار المجتمع الجزائري قد غيّر وجهته تجاه محطة الأخذ بزمام المبادرة، ولم يعد يثق في دفع المعارضة ولا في جذب الموالاة، لأنه قرر تطليق النضال الحزبي بعد أن ضاقت آفاقه، والخروج من صالونات الخطاب الديماغوجي بعد أن أثبتت الحملة الانتخابية الأخيرة أنه تنابز مقيت عاجز عن إطعام الشعب من جوع وعن تأمينه من خوف، طبقا له.