رفض مخرج فيلم “العربي بن مهيدي”، بشير درايس، التحفظات التي قدمها مركز الدراسات والبحث في الحركة الوطنية والثورة التحريرية التابع إلى وزارة المجاهدين حول محتوى العمل السينمائي، واصفا إياها ب”الملاحظات الخاطئة و”غير الموثقة تاريخيا”. وقال بشير درايس خلال استضافته في حلقة خاصة ضمن برنامج “الحدث” على شاشة “الشروق نيوز” من تقديم الزميل رشدي رضوان: “التحفظات المسجلة ضد الفيلم حرّرها إداريون لا علاقة لهم بالتاريخ ولا بالسينما، بدليل أنهم لا يفرقون بين نشيد الثورة الفرنسية (Le Chant des partisans ) وبين النشيد الوطني الفرنسي المارسييز (La Marseillaise )، حيث تحفظوا عن مشهد أداء بن مهيدي لمقطع من نشيد الثورة الفرنسية في سياق معين”، وأضاف: “لست مستعدا لحذف المشاهد التي طلبت مني إلا في حالة برهن لي المؤرخون أنها لم تقع تاريخيا، لا أستطيع الخضوع لملاحظات خاطئة، لو وصل الأمر إلى طريق مسدود هناك “العقد المبرم” الذي بيني وبينهم وأعتقد أنهم لم يطالعوا بنوده (يتكون العقد من 100 صفحة) وهو ينتصر لرؤيتي كمخرج، لم أقع أبدا في مغالطات تاريخية ولست ضد المجاهدين، بل انتصرت للوقائع كما هي”. ميهوبي ينتهج سياسة الإقصاء.. ولم يكن صادقا معي! وحول تغييبه مشاهد المعارك والتعذيب ضمن الفيلم رد درايس قائلا: “ماذا سأضيف لو ركزت على مشاهد إطلاق الرصاص والحرب، لعلمكم أزيد من 200 فيلم يتحدث عن ذلك، مثلا خلال أحداث 8 ماي 45 بن مهيدي كان في بسكرة ولم يحدث شيء هناك خلال تلك الفترة، لقد تناولت الجانب الفلسفي للقائد الثوري العربي بن مهيدي الذي كان إنسانا سياسيا ومثقفا ولم أخترع شخصية أخرى للشهيد البطل هذه رؤيتي، أنا لا أزور التاريخ”. في السياق، اتهم درايس وزير الثقافة عز الدين ميهوبي، بانتهاجه سياسة الإقصاء تجاه المخرجين الجزائريين، مقابل التعامل مع الأجانب من إيران وسوريا ومصر ودول أخرى، مضيفا: “ميهوبي لم يكن صادقا معي هناك تناقض في تصريحاته لقد شاهد الفيلم كاملا في نسخته المطولة عدة مرات ولم يعترض عليه”. أنا صاحب مشروع “العربي بن مهيدي”.. و18.5 مليارا أجور الممثلين! هذا وكشف درايس أنه صاحب مشروع “العربي بن مهيدي” رفقة منتجين وموزعين أجانب وفي مقدمتهم الإسباني جيروم فيدال المنتج الأساسي للفيلم، ولم تكن هناك لا وزارة المجاهدين ولا الثقافة في البداية، قبل أن تلتحقا بالعمل بصفتهما ضمن الممولين، وتابع يقول: “الفيلم تم تصوير 80 % منه في أستوديوهات طارق بن عمار بتونس وبلغت ميزانيته 70 مليار سنتيم (3.5 ملايين أورو)، 18.5 مليارا منها مخصصة لأجور الممثلين، على سبيل المثال بطل الفيلم خالد بن عيسى تقاضى ما يعادل مليار سنتيم”. وأكد ذات المتحدث أنه أمام تنصل عدة جهات مشاركة في تمويل الفيلم عن الوفاء بالتزاماتها المالية فقد اقترح على وزارتي المجاهدين والثقافة أن يعيد إليهما أقساط الأموال التي تحصَّل عليها وأن يستكمل إنتاج الفيلم بوسائله وطرقه الخاصة مع ممولين آخرين، غير أن مقترحه قوبل بالرفض، مشيراً إلى أنه سيواجه أحد الممولين أمام المحكمة في العاصمة لإلزامه بتسديد أقساطه في ميزانية الفيلم. شاهدوا الفيلم.. وحاسبوني بعد ذلك! وفي ختام الحصة جدد بشير درايس تأكيده على أن فيلم العربي بن مهيدي هو عمل يجمع بين الجزائريين بمختلف انتماءاتهم متمنيا عرضه في دور السينما قريبا ثم محاسبته بعد مشاهدته، مشددا على أنه وفي حال استمر هذا الجدل وبقيت الأمور على حالها، سيقترح إنشاء لجنة مشاهدة على أعلى مستوى تضم مؤرخين وأفرادا من الأسرة الثورية من ذوي الصلة بمحتوى الفيلم، يرأسها الوزير الأول أحمد أويحيى من أجل الفصل في القضية.