أبدى العشرات من أولياء التلاميذ بالوادي، سخطهم وغضبهم وتخوفهم من خطر سقوط أبنائهم في البالوعات المفتوحة، المنتشرة عبر بلديات الولاية، بالأخص ببلدية الوادي، التي تعرف الكم الأكبر في عدد المشاعب دون غطاء، في ظل عجز وتراخي الجهات الوصية، والمسؤولين عن إصلاح مثل هذه الأعطاب. وذكر عدد من المواطنين ببلدية الوادي، في تصريحات متطابقة إلى “الشرق اليومي”، أنهم تقدموا بشكاوي متكررة لدى مصالح بلدية الوادي وكذا مدير الموارد المائية والديوان الوطني للتطهير، غير أن الإشكال بقي يراوح مكانه، ولم يتغير من واقع الأمر شيء، بل الأدهى والأمر، أنه تم توجيه أصابع الاتهام إليهم، وقيل لهم بأن المواطنين هم الذين يسرقون أغطية البالوعات الحديدية، في رسالة مبطنة لتحميلهم المسؤولية، على حد قولهم، وهو الأمر الذي رفضوه جملة وتفصيلا، معتبرين أن التعميم ذهنية عامية، ولا يمكن التنصل من المسؤولية بإلقائها على الغير، أو تحميل مسؤولية سرقة الأغطية التي يقوم بها بعض المجرمين، على جميع المواطنين المتضررين من هذه الوضعية، حسب تصريحاتهم. فيما ذكر عدد آخر من المواطنين، أن سبب اختفاء أغطية البالوعات، يعود إلى الغش في إنجاز شبكة الصرف الصحي، حيث تقع أغلب المشاعب في منتصف الطرقات، وهو ما يجعل السيارات تسير عليها آلاف المرات في اليوم، وهو ما يسبب تآكلها ويؤدي إلى تكسيرها ثم سقوطها داخل البالوعة، التي تبقى دون غطاء لسنوات، مهددة بذلك السلامة المرورية، وكذا حياة الأطفال، لاسيما الفضوليين منهم، بالإضافة إلى نوعية الأغطية رديئة الصنع، وعدد من الأسباب الأخرى التي تؤدي إلى اختفاء غطاء البالوعة، وذكرت مصادر مطلعة أن عدد البالوعات دون غطاء يتجاوز 300 بالوعة، في حين إن سعر الغطاء الواحد يصل إلى مليوني سنتيم، وهو ما يجعل تكلفة إعادة إنجاز هذه الأغطية يتجاوز 600 مليون سنتيم، الأمر الذي أدى بالعديد من المصالح المعنية المُوكل إليها عملية إعادة إنجاز أغطية المشاعب، إلى التهرب من مسؤوليها بسبب حالة التقشف، حسب ذات المصدر. وكشف المدير بالنيابة للديوان الوطني للتطهير بالوادي، في اتصال مع “الشروق”، أن مصالحه تقوم بعمليات دورية لإحصاء المشاعب التي تتكسر أغطيتها نظرا إلى عدة أسباب، أو التي يتم سرقتها من طرف مجهولين، وذلك من أجل إعادة إنجازها، وتم إعادة إنجاز أزيد من 130 غطاء خلال هذه السنة، حيث تكفلت بشراء حصة الأسد منها، بلدية الوادي، التي منحتهم قرابة 90 غطاء، من ميزانية البلدية مطلع سنة 2018، بالإضافة إلى جزء تكفلت به مديرية الري، وجزء آخر على عاتق ”أونا”، ويتم تسليمهم هذه الأغطية لتقوم ”أونا” بعملية إعادة الإنجاز والتركيب، كما ذكر أن عملية الإحصاء الجديدة للمشاعب دون أغطية، قد أوشكت على الانتهاء، للقيام بمراسلة بلدية الوادي ومديرية الموارد الري، مجددا من أجل التكفل بشراء الأغطية، فيما يتكفل الديوان بعملية التركيب، كما أكد أن عدد المشاعب دون غطاء لا يمكن أن يصل إلى 300، لأن عمليات إعادة تركيب الأغطية مستمرة بشكل دوري، ولمزيد من التوضيح حول الموضوع، اتصلت “الشروق اليومي” برئيس بلدية الوادي غير أنه لم يرد. فيما طالب المواطنون بالإسراع في إنجاز أغطية البالوعات المفتوحة، لاسيما القريبة من المدارس وفي التجمعات السكانية، وفي طريق الأطفال المؤدية إلى منازلهم، كما ناشدوا تدخل الوالي، من أجل التشديد على إنهاء الخطر المحدق بأبنائهم قبل وقوع أي كارثة بسقوط طفل في هذه البالوعات المفتوحة دون غطاء.