يبدو أن السلطات المختصة لم تتمكن حتى الآن من وضع حد نهائي لظاهرة سرقة أغطية فوهات الصرف الصحي والمطري، التي لم يمر طويلا على وضعها في إطار مشروع تأهيل مدينة بني صاف الساحلية ، حيث تشن الشبكة المتخصصة عمليات واسعة للسطو على تجهيزات حيوية مخصصة للمنشآت العامة ، تطال على وجه الخصوص أغطية بالوعات الصرف الصحي والماء الشروب والكهرباء والهاتف ، فضلا عن الأسلاك النحاسية ، بحيث أننا لا نزال نسمع يوميا عبر شكاوى المواطنين عن وجود عدة حالات لهذه السرقة المنتشرة والمتفشية مؤخرا وبشكل ملفت للنظر بالمنطقة. مشاكل متعددة قد تنجم نتيجة هذه الوضعية التي تؤدي إلى تدهور حركة السير ليلا بسبب انعدام رؤية الفتحات التي تم تجريد أغطيتها من قبل (مافيا ) سرقة النفايات الحديدية التي استغلت انعدام الإنارة العمومية لسرقة العديد من أغطية البالوعات من مختلف المسالك ، مما جعل معظم الممرات تشكل خطرا على الراجلين ومستعملي الطريق ليلا ، وتهدد حياة الأطفال وتعرقل أنشطتهم وتحول دون تمكينهم من اللعب خوفا من السقوط بداخلها ، كما تكبل الجهة المعنية وصاحبة المشروع خسائر مادية كبيرة ، ناهيك عن تعرض المنطقة للفيضانات خلال فصل الشتاء نتيجة الأزبال والنفايات والأتربة التي قد تملأ البالوعات ومجاري الصرف. ويعمد اللصوص إلى اقتلاع الأغطية الحديدية من مكانها خاصة بالنسبة لتلك الموجودة في مواقع خلفية أو غير مأهولة كما هو الحال بالنسبة لشوارع سيدي الصحبي، التي لا زالت في طور التهيئة، وذلك بغرض بيعها والانتفاع من ثمنها، الذي يتراوح حول 100 دج للغطاء الواحد، مما يجعل عدد الشوارع والأزقة تبدو خالية تماما من هذه التجهيزات ، التي تتحول إلى حفر تصطاد المارة والسيارات. وقد شكل هذا الفعل استياء لدى مستعملي الطريق وحتى لدى السكان المجاورين للطريق ، مما أدى ببعض فاعلي الخير إلى وضع أحجار عجلات مطاطية أو أشياء أخرى من أجل تنبيه مستعملي الطريق حتى لا يقعوا في فخ غياب الأغطية الواقية للمجاري، آملين أن تلاحق السلطات مرتكبي هذا الفعل الإجرامي الذي يدفع ثمنه المواطن ومعاقبة أصحابه... سرقة أكثر من 300 غطاء حديدي وقدر المواطنون الكميات المسروقة بالمنطقة إلى أكثر من 300 غطاء حديدي، مما تضطر مصالح البلدية لشراء أغطية أخرى تركب مكان القديمة المسروقة لتتضاعف قيمة الأغطية.. حيث وتجنبا لوقوع لأي حوادث ، لا بد من تركيب غطاءين أو ثلاثة لكل فتحة بعد سرقة الأول والثاني لترتفع تكلفة الغطاء الواحد إلى ثلاثة أضعاف الثمن وربما أكثر أو إبقاء الفوهات من دون أغطية ليسقط فيها المواطنون ويتعرضون للخطر وربما للموت ، كما حدث بالفعل في عدد من المدن الأخرى . وتفاديا لمثل هذه الإكراهات التي تشوه المشهد الجمالي للمدينة، اقترح أحد المهتمين في حوار دار مع بعض القاطنين، استبدال أغطية البالوعات الحديدية بأخرى مصنوعة من الألياف الزجاجية المقساة تتحمل ضغوطا عالية، وغير قابلة للسرقة لأن السارق لن يستفيد منها ولن يتمكن من بيعها، وبذلك ونكون قد حافظنا على الغطاء فوق الفوهة. وليست الأغطية الحديدية التي تغطي فوهات المجاري هي الوحيدة التي تتعرض للسرقة فحسب، فهناك أغطية شبكات تصريف الأمطار على جوانب الشوارع. ويبدو أن تلك الأغطية الحديدية أصبحت تستقطب اللصوص في ظل ارتفاع أسعار الحديد، الذي قفز سعر الطن خلال الأشهر القليلة الماضية من 2500 إلى 3500 دج مع توقعات باستمرار الارتفاع ، وبهذا تصبح السوق السوداء لبيع الحديد نشطة حيث يمكن استخدام الأغطية الحديدية للمجاري وتوصيلات الاتصالات وشبكات المجاري وغيرها من الخدمات في الصهر لإعادة التصنيع. وتختلف أوزان تلك الأغطية من حيث النوعية، فبعضها يتراوح بين 30 و50 كيلوغرام، وبعضها الآخر يزيد وزنه على القنطار، ولكن في كل الحالات لا يمكن لشخص واحد إزالة ذلك الغطاء وربما تطلب الأمر شخصين أو ثلاثة ، مع اعتبار وجود مفتاح خاص لفتح أغطية فوهات المجاري، غير أن من السهل جدا توفير المفتاح ، حيث لا تتطلب العملية سوى حركة دائرية داخل تجويف المفتاح لتتم بعدها إزالة الغطاء.