تحوّلت الوقفة الاحتجاجية التي نظمها صبيحة السبت، الآلاف من سكان ولاية ورقلة، ومتضامنين معهم من ولايات أخرى، إلى مشادة عنيفة بين متظاهرين والشرطة، خلّفت عدة إصابات من الجانبين، كما سجلت العديد من التوقيفات بين المحتجين، خلال عمليات كر وفرّ بين محتجين وقوات مكافحة الشغب. بدأت الوقفة باحتشاد الآلاف من السكان أمام نصب "حجرة وردة الرمال"، حيث رفعوا شعارات تطالب بالتنمية وتحقيق مطالب سكان المنطقة، منها: "العاصمة الإقتصادية دون مستشفيات جامعية" و"نطالب بتنمية مستدامة والقضاء على الفساد" و"نطالب برفع التجميد عن المستشفى الجامعي، وبناء مستشفى للحروق، وإصلاح هياكل الصحة الجوارية" و"نريد بناء مجمعات سكنية بمقاييس عالمية"، وشعارات أخرى كثيرة، تدعو السلطات العليا في البلاد، إلى ضرورة الالتفات إلى المنطقة، وتجسيد مشاريع تنموية، تواكب التزايد السكاني والتوسع العمراني. وردد المحتجون هتافات تدعو إلى إقالة وزير الصحة، والمدير العام لسوناطراك، خصوصا القطاع الصحي الذي عرف حسبهم انهيارا في الأسابيع الأخيرة، بعد تسجيل عدة وفيات بالتسمم العقربي، والتي ترتبت عن الإهمال الطبي لحالات كثيرة من المرضى حسب تصريحات المحتجين للشروق، فضلا عن الأخطاء الطبية المتكررة في الفحص والعلاج، ورغم توفر الأجهزة الطبية، إلا أن انعدام أطباء الاختصاص في هذا المجال شكل نقطة سوداء، الأمر الذي جعل الشارع المحلي يدخل في مرحلة غليان، وطالب المحتجون بإقالة عدة مسؤولين في مختلف القطاعات، وضرورة انجاز ملحق لمعهد باستور بورقلة. ودعا المحتجون إلى بناء مطارات مدنية حديثة، وإنشاء سكك حديدية لنقل الأشخاص تربط بين ولايات الجنوب وباقي جهات الوطن، وإكمال الشطر الثالث من مشروع الترامواي، وكذا تشجيع الاستثمار الفلاحي، وإصلاح البنية التحتية المهترئة، وكذا شق طرقات سيّارة بين ولايات الجنوب والشمال، وإنهاء كابوس شبكة الصرف الصحي وظاهرة صعود المياه، التي عرفت عدة فضائح في عملية الإنجاز، وتأخير في تسليم المشاريع، وإعطاء فرصة للإطارات السامية بالمنطقة، في تقلد مناصب عليا بالدولة، ورفع التهميش عن البطالين، خصوصا من خريجي الجامعة الذين يعانون التهميش، كما طالبوا بمجانية الكهرباء في فصل الصيف. وتحولت الوقفة السلمية إلى مشادة عنيفة، بين المحتجين والشرطة، بعد محاولة بعض المحتجين الدخول في مسيرة نحو مقر الولاية، وهو الأمر الذي وقفت قوات مكافحة الشغب حاجزا أمام تحقيقه، لتتحول المسيرة إلى مناوشات، حيث أطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين، ورد هؤلاء على الشرطة بالحجارة، وقد سجلت بعض الإصابات من الطرفين، وحالتي اختناق سجلتهما مصلحة الاستعجالات بمستشفى محمد بوضياف، حسب مصدر مسؤول داخل المرفق الصحي، وعرفت منطقة سوق الحجر وحي حركات مشادة عنيفة لفترة طويلة، قبل أن تنتهي هذه المسيرة بتفريق المحتجين وعودة العديد منهم إلى بيوتهم. يذكر أنه لم تسجل أي خسائر مادية رغم أن موقع الحدث يضم سلسلة من المحلات التجارية والمرافق العامة.